أكد سفير دولة الهند لدى المملكة أحمد جاويد، أن الزيارة المرتقبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبلاده، ستعطي زخماً جديداً في العلاقات الودية عميقة الجذور بين الرياض ونيودلهي، كما ستعكس حجم الأهمية التي خصصتها المملكة العربية السعودية للهند. وقال السفير أحمد جاويد في تصريحات إلى «الوطن» إن «المملكة تعد رابع أكبر شريك تجاري للهند ومصدرا رئيسيا للطاقة، حيث تستورد الهند حوالي 17٪ من احتياجاتها من النفط الخام من المملكة». وكشف السفير أحمد جاويد، أنه في الفترة ما بين عامي 2017 و2018، ارتفعت التجارة الثنائية بين الهند والسعودية بنسبة 9,56% لتصل إلى 27,48 مليار دولار أميركي، مشيراً إلى أنه وخلال هذه الفترة، بلغت الوارادات الهندية من المملكة العربية السعودية إلى 22,06 مليار دولار أميركي، بتسجيل زيادة بنسبة 10,50٪ من العام السابق (19,97 مليار دولار أميركي)، بينما ارتفعت صادرات الهند إلى السعودية إلى 5,41 مليار دولار أميركي بتسجيل زيادة بنسبة 5,88٪ من العام السابق (5,11 مليار دولار أميركي( . إصلاحات جذرية وأفصح سفير دولة الهند عن طبيعة الإصلاحات التي أجرتها دولته مؤخراً، حيث قامت ببدء إصلاحات اقتصادية جذرية نحو تمكين ممارسة الأعمال التجارية، وإدخال تغيرات ملائمة للمستثمر الأجنبي في سياستها الخاصة بالاستثمار الأجنبي المباشر، حيث قدمت تلك الإصلاحات مبادرات وفرصاً كثيرة ومختلفة للمستثمرين مثل «Make in India و Digital India و Skill India و Swachh Bharat و Smart Cities و StartupIndia». تقرير البنك الدولي ولفت السفير جاويد إلى الإصلاح الاقتصادي الشامل الذي يعتبر الأكبر في تاريخ البلاد، وقال إن «الهند قامت باستبدال شبكتها من الضرائب المتعددة في المركز وولاياتها إلى وضع ضريبة وحيدة المسمى بها ضريبة السلع والخدمات (GST) التي قد تقلل التعقيدات وتزيد إيرادات الضريبة مضاعفة لتغذية النمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن الهند تقدمت 23 مركزًا لتحتل مكانها في المرتبة 77 في تقرير البنك الدولي لسهولة ممارسة أنشطة الأعمال، كما قامت الهند بتسجيل معدل نمو 7٪، مما يجعلها سوقًا واعدا في السيناريو العالمي الحالي. تعاون الشركات ولفت بأن عدداً من شركات تكنولوجيا المعلومات الهندية الكبيرة مثل TCS و WIPRO و Tech Mahindra تعمل بشراكة فاعلة مع الوزارات في المملكة مثل وزارة الطاقة ووزارة البيئة والمياه، ووزارة التعليم، ووزارة المالية، وشركة أرامكو السعودية، حيث إن تلك الشركات الهندية ساهمت بشكل كبير في تدريب الشباب السعودي وخاصة النساء، تماشيا مع أهداف رؤية 2030م، مشيراً إلى أن العديد من الشركات الهندية الأخرى مثل الفنادق الهندية المحدودة (IHCL)؛ وفنادق OYO وBharat Forges دخلت مؤخراً في السوق السعودي. الشراكة بين الجانبين وأضاف السفير الهندي أنه من دواعي الارتياح أن تحدد المملكة الهند كواحدة من البلدان التي تحرص على رفع الشراكة معها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، وهذا يثبته «المركز السعودي للشراكات الإستراتيجية الدولية» (SCISP) الذي تم تشكيله مؤخراً، حيث ستعمل الدولتان على تعميق التعاون الثنائي في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية. وقال السفير جاويد: «جاءت الجهود المتواصلة على أرفع المستويات من الجانبين لزيادة الشراكة بين البلدين من خلال تكثيف التبادلات السياسية الثنائية وعقد الاجتماعات بشكل متواتر للآليات المؤسسية الثنائية ذات الأداء الجيد». النمو الصناعي وأضاف السفير جاويد أن الهند برزت اليوم كأكبر ديمقراطية في العالم، حيث قامت بخطوات عظيمة في مجالات الصناعة، والعلوم والتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الفضاء والطب والرفاهية وغيرها من المجالات، حيث تحولت من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد موجه نحو الخدمات، مع قاعدة تصنيع ذات الاعتماد عليها». وأشار إلى المؤسسات الهندية واقتصادها المتين، والنمو الصناعي، والإنجازات العلمية والتكنولوجية والتنوع الاجتماعي والثقافي المدهش، بما تمثله اليوم من شهادة على حقيقة بأن الهند تتجه إلى الأمام بشكل مستمر من أجل تحقيق الأهداف النبيلة التي وضعها قادتها المؤسسون قبل عدة عقود. التنسيق المتبادل أوضح السفير أحمد جاويد أن الالتزام السياسي على مستوى القيادة انعكس في زيادة الزيارات المتكررة للوفود من كلا الجانبين، حيث قام وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، بزيارة الهند ثلاث مرات خلال عام 2018م سعياً لتعزيز العلاقات الثنائية، عقد خلالها سلسلة من المناقشات مع الوكالات المعنية وقامت شركة أرامكو السعودية بتوقيع مذكرة التفاهم مع الاتحاد الهندي (IOC و BPCL و HPCL) من أجل تطوير مشروع مصفاة راتناغيري للبتروكيماويات المحدودة (RRPL) بتكلفة 44 مليار دولار أميركي وذلك على أساس النسبة 50/50 %. وبين أن شركة الفنار السعودية تقوم حالياً بإنشاء مشروع طاقة بقدرة 300 ميجاوات في مدينة كوتشي بقيمة 300 مليون دولار أميركي منذ يونيو 2018م، ومن المتوقع أن يكتمل المشروع بحلول عام 2020م. حدث بارز وحول الزيارة الرسمية المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للهند، أكد السفير أحمد جاويد بأنها ستكون حدثا بارزا في تاريخ الارتباطات الثنائية بين البلدين وسترفع مستوى اتجاه العلاقات نحو أفق إستراتيجية بعيدة المدى. وقال إن «الأمير محمد بن سلمان سيجري خلال الزيارة مناقشات مثمرة مع رئيس الهند ونائب الرئيس ورئيس الوزراء وكبار الوزراء في حكومة الهند حول المجالات الرئيسية للتعاون الإستراتيجي مثل مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والزراعة، والفضاء، والأمن، والدفاع، والبحرية، ومكافحة الإرهاب، والتجارة والاستثمار، كما من المتوقع أن يتم إبرام اتفاقيات التعاون العديدة مذكرات التفاهم، والبرامج بين البلدين». الارتباطات الثنائية مع المملكة وقال السفير جاويد: «المملكة العربية السعودية جزء من منطقتنا المجاورة الممتدة ويعمل أكثر من 7 ملايين مواطن هندي في منطقة الخليج، وما زالت المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى مصدرا موثوقا به لأمن الطاقة لدينا، كما أن الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة مهم جداً بالنسبة لنا». وشدد على أن الهند تولي أولوية كبيرة لعلاقاتها الودية مع المملكة، حيث ترتكز العلاقات الوثيقة على المصالح المشتركة القائمة على العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية منذ قرون، وما زالت تعمل قيادتنا بشكل وثيق مع القيادة السعودية لمزيد من تعميق العلاقات متعددة الأوجه لتحقيق المصلحة المشتركة لبلدينا.
العلاقات الدفاعية والأمنية أشار السفير جاويد إلى تعزيز العلاقات الدفاعية والأمنية بين المملكة والهند، وقال إن «التعاون الدفاعي للهند مع المملكة كان مقتصراً على بعض الدورات التدريبية على مستوى متوسط، غير أن العلاقات الدفاعية تلقت دفعة كبيرة منذ إبرام مذكرة التفاهم حول التعاون الدفاعي بين الرياض ونيودلهي خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للهند في فبراير 2014م، حيث تجتمع اللجنة المشتركة السعودية - الهندية حول التعاون الدفاعي (JCDC) بصورة منتظمة». وقال إنه تم عقد اللجنة الرابعة المشتركة حول التعاون الدفاعي، مؤخراً في الرياض خلال الفترة من 2-3 يناير الماضي، وحددت الأنشطة الموثوقة نحو التعاون الدفاعي لمزيد من التعميق في العلاقات، كما تجري التبادلات على مستوى الوفود بصورة منتظمة بين وزارتي الدفاع في البلدين. وأضاف أنه على هامش اللجنة الرابعة المشتركة حول التعاون الدفاعي، قدمت الشركات الهندية العاملة في مجال الدفاع بتعاون تجاري وثيق مع الصناعات العسكرية السعودية والقوات المسلحة، وحاليا يتمتع عدد من الضباط السعوديين بالتدريب في كلية الدفاع الوطني في الهند، وتم إلحاق أحد الضباط في دورة كلية الدفاع الوطني المرموقة. الجالية الهندية وكشف السفير الهندي أن المملكة تستضيف أكثر من 2,7 مليون مواطن هندي، وهي الجالية الأكثر من ناحية حاملي جواز السفر الهندي في الخارج، معبرا عن ارتياحه لكون المساهمات التي تم تقديمها من قبل العمالة الهندية في تطوير نهضة المملكة تلقى التقدير من القيادة والشعب، كذلك لتقديم الجهات السعودية على كافة المستويات، العناية والمساعدة في تسوية المشاكل التي تواجه المواطنين الهنود في بعض الأحيان. وأكد أن الالتزام على المستوى الأعلى في المملكة والهند، سيعزز مزيداً من الشراكة الإستراتيجية، لزيادة مجالات التعاون في مجالات الدفاع والأمن والبحرية ومكافحة الإرهاب والتجارة والاستثمار والزراعة وأمن الغذاء والعلوم والتكنولوجيا». من أقوال السفير جاويد الزيارة المرتقبة لولي العهد، ستعطي زخماً جديداً في العلاقاتبين الرياض ونيودلهي الهند تستورد حوالي 17٪ من احتياجاتها من النفط الخام من المملكة. بلغت الواردات الهندية من المملكة نحو 22,06 مليار دولار ارتفعت صادرات الهند إلى السعودية إلى 5,41 مليارات دولار العلاقات الدفاعية تلقت دفعة كبيرة منذ إبرام مذكرة التفاهم حول التعاون الدفاعي عام 2014 المملكة تستضيف أكثر من 2,7 مليون مواطن هندي، وهي الجالية الهندية الأكثر في الخارج