تتجه كوريا الشماليةوكوريا الجنوبية لتقديم عرض مشترك يتضمن استضافة البلدين معا لمنافسات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة عام 2032، وينتظر أن تقدم الكوريتان خططهما المتعلقة بالاستضافة عندما يتواجد ممثلو البلدين في اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية في لوزان السويسرية اليوم الجمعة. تحديد الاستضافة ذكرت تقارير إعلامية متناقلة، أن اختيار اللجنة الأولمبية الكورية الجنوبية لاستضافة أكبر حدث رياضي عالمي وقع على العاصمة سول مزيحة منافستها مدينة بوسان الساحلية الجنوبية، فيما لم تعلن كوريا الشمالية بعد أي من مدنها التي ستنضم إلى سول، بيد أن عاصمتها بيونج يانج هي الأكثر ترشحا للاستضافة، وبحسب تصريحات غير رسمية لمسؤولين في سول، يتوقع أن يعلن الكوريون الشماليون عن ذلك قبل أو خلال اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية.
فرصة للتغيير
قال رئيس بلدية سول بارك وون سون، إنه سيضمن أن يكون العرض المشترك بمثابة فرصة «لتغيير مصير شبه الجزيرة الكورية»، مبينا «إذا كانت ألعاب سول الصيفية عام 1988 تمثل أولمبياد المصالحة وسط الحرب الباردة بين الشرق والغرب وكانت ألعاب بيونج تشانج الشتوية عام 2018 محكا للسلام، فإن أولمبياد 2032 سيتم الترويج لها لتصبح المحطة الأخيرة لإرساء السلام». وسبق اتخاذ قرار تقديم العرض الكوري المشترك، إضافة إلى مشاركتهما معا في دورة ألعاب طوكيو الصيفية 2020، سلسلة من المحادثات بين البلدين العام الماضي شهدت تصاعدا في وتيرة التوافق بشأن الحدود بينهما، قبل أن يتجها خلال الأشهر الأخيرة إلى الدبلوماسية الرياضية سعيا لتخفيف حدة التوتر.
راية واحدة تعرقلت مشاركة كوريا الشمالية في الأحداث الرياضية في الماضي بسبب علاقتها المتوترة مع الجنوب، وفي المرة الأخيرة التي استضافت فيها سول الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1988، قاطعت بيونج يانج الدورة، مكررة ما فعلته أيضا قبلها بعامين بمقاطعتها دورة الألعاب الآسيوية التي نظمتها كوريا الجنوبية عام 1986، إلا أن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إين ومنذ توليه منصبه في عام 2017، أعرب عن اهتمامه بالتعاطي مع بيونج يانج، ودعا العام الماضي الرياضيين والمشجعين والمسؤولين الكوريين الشماليين إلى الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة بيونج تشانج، التي شهدت سير وفدي البلدين تحت راية واحدة. تحقيق الاستقرار يضفي إطلاق العرض المشترك مزيدا من الدفء على العلاقات بين الكوريتين، أكد معه مسؤولون أن الاستضافة المشتركة للألعاب الأولمبية بمثابة فرصة للدبلوماسية الرياضية لتحقيق الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، بيد أن جدواها تعتمد على خطط كوريا الشمالية لنزع السلاح النووي، والتي ستتم مناقشتها خلال المحادثات القادمة في هانوي بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب.