قالت تقارير إخبارية دولية، إن خطوة تركيا الرامية لسحب الفصائل العسكرية الموالية لها في مدينة إدلب السورية نحو شرق الفرات، تمهيدا لشن عملية عسكرية هدد بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شرقي الفرات، يمكن أن تعيد خلط الأوراق من جديد، وتهدد بعودة نفوذ داعش والقاعدة والميليشيات المنضوية تحتهما، وهو الأمر الذي تخشاه الولاياتالمتحدة بعد خطوة سحب قواتها من سورية. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أشار إلى أنه من المرتقب أن تبدأ خلال الساعات المقبلة، عملية انسحاب مئات المقاتلين من فصائل «الجبهة الوطنية للتحرير» الموالية لتركيا من إدلب، تنفيذا للاتفاق الذي جرى بين الجبهة وهيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقا»، الأسبوع الماضي، مبينا أنه -وفق الاتفاق- فإن 8937 كلم مربعا، بنسبة نحو 4.8% من مساحة الأراضي السورية، أصبحت تحت سيطرة هيئة تحرير الشام إداريا. وكانت موسكووأنقرة توصلتا في 17 سبتمبر الماضي إلى اتفاق نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها. وأوكلت موسكو إلى أنقرة، التي تنضوي الفصائل التي تدعمها في تحالف يعرف باسم «جبهة التحرير الوطنية»، نزع سلاح الفصائل المتشددة في إدلب، لكن الأخيرة فشلت في تحقيق ذلك، وبدلا من ذلك أخذت «هيئة تحرير الشام» المبادرة بالهجوم، مما يهدد بتحويل المنطقة إلى ملجأ للإرهابيين.
اتفاق مسبق يرى مراقبون أن خطوة توقيع الفصائل السورية الموالية لتركيا اتفاقا مع النصرة، يعطي الأخيرة سيطرة كاملة على إدلب، كانت مصممة سلفا، لإخلاء الساحة للنصرة في المنطقة، وإجبار باقي الفصائل على الانضمام إلى تحركات تركيا ضد الأكراد في شرق الفرات. واستشهد المراقبون بما ذكره القائد العام ل«هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، بأن الهيئة تقف مع التوجّه التركي المتمثل في السيطرة على شرق الفرات من وحدات الحماية الكردية، وكذلك تأكيده على الوقوف إلى جانب توجه أنقرة للسيطرة على شرق الفرات، وإزالة القوات الكردية. الدوران في الفلك نفسه أوضح الخبراء أن هيئة تحرير الشام أبقت على علاقاتها مع حركات تابعة للقاعدة شمال سورية، حتى إنها أعطت هذه المجموعات أراضي وموارد مع أنه من المفترض أن تكون منافسة لها، مشيرين إلى أنهم يدورون في الفلك نفسه، ويقيمون اتصالات ناشطة. وأضافوا أنه: في منطقة إدلب ما تزال بعض الفصائل المسلحة رسميا مرتبطة بالقاعدة عبر أيمن الظواهري، وأن من أبرز هذه التنظيمات «حراس الدين» الذي يضم آلاف المقاتلين السوريين والأجانب، وبينهم بعض قدامى المقاتلين في العراق وأفغانستان، والحزب الإسلامي التركستاني، اللذين حاربا إلى جانب هيئة تحرير الشام لدى سيطرة التنظيم الأخير على منطقة إدلب بمواجهة مجموعات مدعومة من تركيا. قتلى وجرحى في انفجار منبج قالت مصادر كردية، أمس، إن انفجارا وقع في مطعم «قصر الأمراء» وسط مدينة منبج، أسفر عن سقوط 10 قتلى على الأقل، بينهم جنديان أميركيان من التحالف الدولي، وعشرات الجرحى الآخرين. وأوضحت المصادر أنه تم نقل الضحايا من المنطقة باستخدام مروحية أميركية، ولم يتم التعرف على مصيرهم. وأكد المجلس العسكري في منبج، أن الانفجار وقع جوار دورية للتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، كانت تتجول في المدينة. انسحاب فصائل عسكرية من إدلب إلى منبج سيطرة جبهة النصرة على إدلب خشية أميركية من عودة نفوذ داعش