أعلن رئيس هيئة التفاوض في المعارضة السورية، نصر الحريري، أن المعارضة تدعم انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا وخصوصاً إيران وميليشياتها، مؤكدا أن إيران وميليشياتها تسببت بانقسام طائفي للشعب السوري، وبمقتل الآلاف وتهجير الملايين. جاء كلام المعارضة بعد أن أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون بولتون، أول من أمس، خلال زيارة لإسرائيل أن الانسحاب الأميركي من سورية يجب أن يتم مع «ضمان» الدفاع عن الحلفاء. وقال بولتون «سنناقش قرار الانسحاب من شمال شرقي سورية، بطريقة تضمن عدم قدرة داعش على إحياء نفسه ليصبح تهديداً من جديد»، قائلاً، إنه يجب أن توافق تركيا على حماية الأكراد المتحالفين مع الولاياتالمتحدة.، مبينا أنه سيحث في المحادثات مع مسؤولين أتراك على ضرورة ضمان سلامة الأكراد.
التشكيك في قدرات تركيا يأتي ذلك فيما شكّك مسؤولون عسكريون أميركيون في قدرة القوات التركية على أداء المهام ذاتها، التي كانت تنفذها القوات الأميركية بسورية في قتال تنظيم داعش، مؤكدين عدم ثقتهم في قدرة تركيا على شنّ حملة جوية كبرى على مدار الساعة مع طائرات استطلاع، وطائرات هجوم مجهزة بذخيرة دقيقة ضد تنظيم داعش، خاصة أن القوة الجوية جزء رئيسي في حملة الولاياتالمتحدة ضد التنظيم. وكانت تركيا قد طلبت دعما أميركيا عسكريا كبيرا، بما فيه ضربات جوية، ونقل، وخدمات، في مقابل تولي القوات التركية مهمة مقاتلة «داعش» في سورية. وحسب مسؤول أميركي، فإن إدارة الرئيس دونالد ترمب لن توافق على كل الدعم العسكري الذي طلبه الأتراك، الذين يسعون إلى الحصول على دعم أميركي عسكري كبير، خاصة الدعم الجوي. سباق دموي من جهة أخرى، أثارت المعارك الدائرة بين جبهة النصرة المتطرفة المدعومة من قطر، وحركة نور الدين الزنكي المدعومة من تركيا، شمال سورية، تساؤلات عدة بشأن حقيقة ما يحدث، وسط تقارير تشير إلى «معركة مصممة سلفا» لإخلاء الساحة للنصرة في إدلب، وإجبار باقي الفصائل على الانضمام إلى جهود تركيا ضد الأكراد، شرق الفرات. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد سيطرت هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقا» على 20 قرية كانت خاضعة لحركة نور الدين الزنكي «شمال سورية»، بعد معارك استمرت 4 أيام، وأدت إلى مقتل أكثر من 100 مسلح. لكن وجهة انسحاب المقاتلين التابعين لحركة نور الدين الزنكي، تكشف ما تريده أنقرة من «السباق الدموي» بين فصائل تقع تحت مظلتها في جميع الأحوال، إذ توجه المقاتلون المنسحبون إلى جبهة عفرين الكردية، حيث تعزز القوات التركية والفصائل الموالية لها من وجودها، استعدادا لعملية عسكرية شرق الفرات.
دور تراكمي قال المرصد السوري «هناك دور تركي إقليمي للسماح لهيئة تحرير الشام بالسيطرة في إدلب، على حساب الفصائل التي فشلت في أن تنهي الهيئة في الأسابيع والأشهر الفائتة»، لافتا إلى أن ما يجري هو عملية لإعادة ترتيب المنطقة، وقد تنخرط النصرة باعتبارها القوة العسكرية الوحيدة في إدلب «مما يجعل التعامل معها أسهل». وينصّ اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا على إقامة منطقة منزوعة السلاح الثقيل، وتسيير دوريات مشتركة بين الطرفين، وفتح الطرق الدولية «حلب دمشق»، و«حلب اللاذقية»، ومحاربة الفصائل المتشددة. لكن مع وجود ضوء أخضر لاستفراد النصرة بالسيطرة في إدلب، فإن التكهنات تذهب إلى محاولة تركيا منح شرعية الأمر الواقع للجماعة المتطرفة، بحيث تكون طرفا في أي ترتيبات مقبلة، تحفظ وجودها تحت أي مسمى جديد.