بعد معارك دامت أكثر من شهر مع فصائل المعارضة المقاتلة، أعلن جيش النظام ،أمس الأحد، سيطرته على كامل منطقة وادي بردى قرب دمشق، التي تعد خزان المياه المغذي للعاصمة. ودخلت سيارات الإسعاف والهلال الأحمر لترحيل مئات العائلات إلى إدلب في رحلة تهجير قسري أخرى تشهدها سوريا، بعد أن بدأ تنفيذ اتفاق الهدنة في وادي بردى بريف دمشق لينهي 38 يوماً من المعارك الطاحنة بين الفصائل المعارضة المسلحة، ضد قوات الأسد وميليشيات «حزب الله». الاتفاق بين الثوار والنظام قضى بخروج الثوار وعائلاتهم من وادي بردى نحو إدلب برفقة الهلال الأحمر كضمانة أممية. فيما عادت التوترات للظهور من جديد في ريف إدلب، ليكون مسرحا لصراع فصائل المعارضة، مع بدء عملية انضمام كتائب معارضة إلى هيئة تحرير الشام المشكلة حديثاً من جبهة فتح الشام وحركة نور الدين الزنكي وجيش السنة وجبهة أنصار الدين ولواء الحق، التي أعلنت عن اندماجها كيان جديد تحت اسم «هيئة تحرير الشام» بقيادة المهندس أبوهاشم جابر الشيخ. وتترافق هذه التوترات مع استمرار الهدوء في ريف إدلب منذ أمس الأول (السبت) بعد اقتتال دام أياما بين جبهة فتح الشام من جهة، والفصائل المنضوية تحت حركة أحرار الشام من جهة أخرى، واندلعت الاشتباكات في عدد من المناطق بريف إدلب الشمالي وبالقطاع الجنوبي من المحافظة، وخلفت عشرات الشهداء والصرعى والأسرى من المدنيين والمقاتلين. وأفادت مصادر في المنطقة بأن مقاتلي الفصائل في وادي بردى بدأوا الانسحاب من منطقة نبع الفيجة «تزامناً» مع دخول عشرات من عناصر النظام بناء على اتفاق مبرم بين الطرفين. في مقابل هذا، حذرت مصادر غربية من حدوث كارثة إنسانية، في إدلب والغوطة الشرقية، وأبدت المنظمات الإنسانية تخوفها من أن تكون أسوأ مما حدث في حلب الشرقية، في حال قررت قوات النظام مهاجمتها. من جهته، وقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أمراً تنفيذياً يمنح الجيش مهلة 30 يوماً لوضع استراتيجية جديدة «لهزيمة» تنظيم «داعش». إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قوات الأسد تحركت نحو مدينة الباب، التي يسيطر عليها التنظيم، بينما تواصل قوات المعارضة المدعومة من تركيا عمليتها العسكرية؛ والمعروفة باسم «درع الفرات». فيما أكد الجيش التركي في بيان؛ مقتل أحد جنوده، وقال البيان: إن جندياً قتل في اشتباكات مع مسلحي تنظيم «داعش» قرب مدينة الباب.