فيما عبرت تركيا عن قلقها من تصريحات مسؤولين أميركيين تشير إلى انسحاب بطىء لقوات بلادهم من سورية، إلى جانب تمسك الولاياتالمتحدة بحماية حلفائها الأكراد بالشمال السوري بعد الانسحاب، قال مراقبون، إن تلك التصريحات تأتي في ضوء قراءة خطة أميركية تستهدف تقويض دور تركيا بالمنطقة، وفي ظل نظام عالمي يشهد زعزعة في بنيته، مشيرين إلى أن القرار يهدف أيضا إلى وضع حد للنفوذ الإيراني في المنطقة، بما يتناسب مع إرادة الولاياتالمتحدة في موازنة الخلل المتنامي بالنظام الإقليمي، فضلا عن ضبط الملف الأمني الإقليمي للشرق الأوسط. وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد صرح في وقت سابق بأن «واشنطن ستضمن عدم قتل الأتراك للأكراد بعد انسحاب القوات الأميركية من سورية»، فيما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، أنه سيزور تركيا الأسبوع الحالي بهدف التنسيق بشأن انسحاب قوات بلاده من الأراضي السورية، وأن المشاورات تستهدف حماية مواقف الذين قاتلوا معنا ضد تنظيم داعش، ومكافحة الأنشطة الإيرانية الخبيثة في المنطقة، إضافة إلى منع ظهور تنظيم داعش مجددا. وقبل أيام استخدم السيناتور الجمهوري ليدنسي جراهام عبارة «الحلفاء الأكراد» في تصريحات أدلى بها حول إعادة الإدارة الأميركية تقويم خططها بشأن الانسحاب الفوري من سورية. عواقب وخيمة حسب المراقبين، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن في 19 ديسمبر الماضي سحب قوات بلاده من سورية بشكل كامل وسريع ، إلا أن القرار المفاجئ أثار غضب العديد من المسؤولين الأميركيين الذين حذروا من العواقب الوخيمة للانسحاب من سورية، ويبدو أن الرئيس ترمب استمع لهذه التحذيرات، وأنه سيعيد النظر في قراره. وقال المراقبون إن التصريحات الأميركية الحديثة المتعلقة بمصير قواتها المتواجدة في سورية تظهر ترددا واضحا، والتي كان آخرها تصريح «لا جدول زمنيا للانسحاب الأميركي من سورية»، الذي جاء على لسان ترمب. ويرى المراقبون أن التردد الأميركي يعني أن سورية لا تعني للرئيس ترمب الكثير، حيث جاء حديثه عنها واضحا ومباشرا ، بقوله: «لا ثروات ضخمة للقتال في سورية، فهناك لا يوجد سوى الرمل والموت».
لا تغيير جذريا وفقا لدراسات استراتيجية، فإنه لا يبدو أن هناك تغييرا جذريا في استراتيجية الولاياتالمتحدة بسورية، على الرغم من إعلان انسحاب قواتها من هذا البلد، مشيرة إلى أن السلوك الأميركي أغضب أنقرة، سيما بعد تأكيد الإدارة الأميركية على الالتزام بضمان عدم اشتباك تركيا مع قوات وحدات حماية الشعب الكردية عقب انسحاب القوات الأميركية من سورية. وقالت الدراسات إن»المسؤولين الأميركيين اقترحوا لحماية الأكراد السماح لهم بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم واشنطن لضمان محاربة داعش»، لافتة أن هذا الاقتراح زاد من غضب الأتراك ومخاوفهم من الموقف الأميركي. يذكر أن تركيا نددت، أمس الأول، بتصريحات وزير الخارجية الأميركي الذي حذر من أن يتعرض الأكراد في سورية «للقتل» على أيدي القوات التركية، مؤكدة أنها لن تصمت على تحالف واشنطن مع وحدات حماية الشعب الكردية والتي تشارك بالنصيب الأكبر في قوات سورية الديمقراطية بالشمال السوري.
أبرز القواعد الأميركية في سورية قاعدة الرميلان في الحسكة وفيها قاعدة جوية للشحن العسكري قاعدة خراب عشق قرب عين العرب «كوباني» وفيها مهبط للطائرات المروحية تل بيدر وتضم قوات خاصة ومخصصة لتدريب القوات شبه العسكرية قاعدة الشدادي جنوب الحسكة وفيها قوات خاصة أميركية قاعدة حمرين شرق منبج للشحن العسكري
قاعدة تل تمر على الحدود السورية التركية وتضم جنودا من القوات الأميركية والفرنسية
مقر قيادة في عين دادات غرب منبج قاعدة الطليقة ومطار للشحن العسكري والطائرات المروحية. قاعدة التنف في الجنوب الشرقي من سوريا قرب الحدود العراقية قاعدة عين عيسى وتضم جنودا من القوات الأميركية والفرنسية