أكد مسؤول أميركي أن الرئيس دونالد ترمب قرر عدم الانسحاب من سورية بعد التقرير الذي عرضه وزير الدفاع جيمس ماتيس وعدد من الخبراء العسكريين، أخبروه من خلاله بأن القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي قد انتهى تقريباً، إلا أن الانسحاب الكامل له تبعات سلبية ستفقد أميركا المكاسب التي حققتها ضد التنظيم. وجاء القرار الأميركي الأخير بينما يجتمع كل رؤساء روسياوتركياوإيران لإقرار وقف نهائي وكامل لإطلاق النار، وتقاسم مناطق النفوذ في سورية بعد إسقاط الغوطة وعفرين. وقال مسؤول في التحالف الدولي بريت ماكغورك: جئنا لسورية لغرض القضاء على تنظيم داعش، ولم ننته من هذه المهمة بعد، ولن نخرج حتى إنهائها. وكان قرار ترمب بالانسحاب، على وشك أن يغير الخطط ومناطق النفوذ في سورية، إلا أن كل المؤشرات على الأرض كانت تقول إن أميركا باقية، حيث شرعت القوات الأميركية المتواجدة في منبج قبل أيام والتي يهدد الرئيس التركي باقتحامها، ببناء قاعدتين عسكريتين أميركيتين في المدينة المتنازع عليها بين النفوذ الأميركي والتركي، وقامت بتوسيع نقطتي مراقبة بالقرب من قرية دادات شمالي منبج. ومع بناء القاعدتين تصبح الولاياتالمتحدة مسيطرة على ثلاث نقاط مراقبة غربي نهر الفرات، المناطق التي تعتبرها تركيا من حقها. بدوره، قال المسؤول السابق في "CIA" نورمان راوول، ل"الرياض": لو كانت أميركا غادرت الأراضي السورية فسيكون خبر سار جداً لإيران، كما سيعطي روسيا نفوذ أكبر، وسيسمح لداعش بإعادة الانتشار، وأخيراً كنا سنتخلى عن شركائنا الأكراد، لذلك يجب ألا تخرج القوات الأميركية الآن. وأضاف: عدم الانسحاب من سورية يعني أن القوات الجوية الأميركية ستستمر بالنشاط في سورية، كما سنستمر بالتنسيق مع شركائنا. ويرى راوول أن أهم فوائد التواجد الأميركي في سورية وخاصة في المناطق الشمالية الشرقية هو أن أميركا ستحتوي إيران في المنطقة، وتفسد مخططاتها لنشر أيديولوجيتها، كما سيمنع عودة نفوذ بشار الأسد إلى سابق عهده. وأشار إلى تعقيد المشهد السوري وتورط الثلاثي (إيران، روسيا، تركيا) في الداخل السوري، حيث يقول: صحيح أن روحاني وبوتين وأردوغان باتوا مسيطرين على مناطق نفوذ في سورية، لكنهم في الحقيقة يواجهون الكثير من المشاكل، مردفاً "لو كنت جالس اليوم في اجتماعهم الثلاثي لتساءلت، من سيعيد إعمار سورية التي ترغبون بتقاسمها؟ بالتأكيد لا أحد منهم سيكون متحمس للدفع لإعادة الإعمار". وأكد أن الدول الثلاث غير مهتمين بإعادة إعمار سورية وتقويتها وإعادتها كبلد فاعل اقتصادياً وتجارياً في المنطقة بل تسعى هذه القوى للحصول على ما تبقى من مقدرات الشعب السوري. وأشاد بمواقف المملكة الحكيمة في دعم الشعب السوري منذ بداية الأزمة، ومواجهتها لتدخلات إيران في سورية. في غضون ذلك، أصدرت ألمانيا وأميركا والمملكة المتحدة بياناً مشتركاً بمناسبة الذكرى الأولى لاستخدام الأسد للسلاح الكيميائي في خان شيخون. واتهم البيان قوات الأسد بشكل مباشر باستخدام غاز الأعصاب (السارين) القاتل في خان شيخون لقتل مئات الأطفال والنساء والرجال. ودان تهرب روسيا من وعودها في 2013 بضمان تخلي سورية عن جميع أسلحتها الكيميائية، حيث وجد المحققون منذ ذلك الحين أن الأسد مسؤول عن استخدام الغاز السام في أربعة هجمات منفصلة، بينما تستمر روسيا باستخدام حق النقض في مجلس الأمن لإغلاق التحقيقات. وتوعد البيان بإحقاق العدالة لضحايا الهجمات الكيميائية ومحاسبة جميع المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة. من جهة أخرى، رجح نائب رئيس قسم الاستطلاع التابع لرئاسة أركان الجيش الروسي ايجور كوستيوكوف أن زعيم داعش أبا بكر البغدادي، لم يعد موجوداً في سورية وأنه غادر إلى العراق. غير أن المسؤول أكد أيضاً أن مكان البغدادي غير معروف على وجه الدقة. Your browser does not support the video tag.