عادت أمس روح المثابرة وحب تقديم المساعدة من قبل الشباب المتطوعين في صورة تكاملية مع كافة الجهات المشاركة في عمليات رفع الأضرار التي طالت سكان حي أم الخير جراء اجتياح مياه السيول له أول من أمس. وشارك شباب وفتيات تطوعوا للعمل على مساعدة أهالي الحي يشكلون عدة جهات خيرية وجمعيات تطوعية وجروبات اجتماعية هبوا من خلالها لمساعدة المتضررين. من هؤلاء الشباب من اكتسب خبرة في كارثة سيول جدة الأخيرة وجاء مشاركا من تلقاء نفسه ومنهم من تم استدعاؤه عن طريق إدارة الدفاع المدني بجدة من خلال موقعه على "الفيسبوك" ومنهم من اصطحب والدته للعمل التطوعي. والتقت "الوطن" بعدد من الشباب المتطوعين الذين يمارسون عملهم بكل حماس وشعور بالمسؤولية. وقال الشاب عبدالله العامودي من فريق "نقدر" التطوعي: إنه علم بحدوث الضرر الذي طال حي أم الخير من خلال متابعته للصحف والمواقع الإلكترونية، إضافة إلى نداء تلقاه فريقه من قبل إدارة الدفاع المدني بجدة يطلب عبر رسالة بريدية مشاركة قرابة 350 متطوعا كان العامودي أحدهم. وأضاف: أنه لم يكتف بالمشاركة بمفرده بل رضخ لإصرار والدته تركية الغامدي للمشاركة معه ومع رفاقه في عمليات رفع الضرر عن سكان حي أم الخير، مشيرا إلى أنه وجد هناك ثلاث فتيات متطوعات عملن إلى جانب والدته، في تقديم المساعدة والعون للمتضررات. وأوضح الشاب محمد الشهري من فريق "رحمة" التطوعي، أنه تلقى دعوة للمشاركة عبر موقعه على الفيسبوك، مؤكدا أنه استفاد من تجربته التطوعية بكارثة سيول جدة الأولى التي عززت قدراته وقدرات زملائه، على العمل في مثل هذه الأزمات. أما الشاب سليمان خير الله، فقال: إنه لم يتلق أي دعوة للمشاركة في رفع الضرر عن الأهالي جراء الأمطار، وإنه جاء وعدد من زملائه من تلقاء أنفسهم، وقاموا بعمل جولة شرق جدة على الطرقات المزدحمة باستخدام سيارات ذات دفع رباعي مزودة بإطارات إضافية لمساعدة أي شخص تعطل إطار مركبته، إضافة إلى معدات حفر وفوانيس إضاءة وحقائب إسعافية، مشيرا إلى أنه استقر به المقام ورفاقه بحي أم الخير منذ صباح أمس، حيث شاركوا في عمليات التنظيف ومساعدة الأهالي في إخراج الأثاث المتضرر. ولاحظت "الوطن" أن الشباب المتطوعين يعملون وفق أساليب عصرية وحديثة، كتوحدهم تحت أمرة قائد واحد بعد أن قسموا أنفسهم لمجموعات وحملهم لشارات ملونة وبطاقات حول أعناقهم تميزهم عن بعضهم البعض لتحديد مهام كل فريق منهم، إضافة إلى حرصهم على العمل جنبا إلى جنب مع الجهات الحكومية المشاركة، كما أنهم يستخدمون في عملهم مكبرات صوت محمولة يتم من خلالها طلب الدعم أو توجيه الفرقة الواحدة برموز ومسميات تم اختيارها والاتفاق عليها من قبل كافة المشاركين بالموقع، والذين يصل عددهم إلى قرابة 150 متطوعا ومتطوعة .