وصف الإعلامي سلطان البازعي هامش حرية الصحف الإلكترونية بأنه "نسبي ومحكوم بالمصالح"، رابطاً بين فرص السماح بالنشر وبين خضوع ذلك لقوانين ليست حرة وحساب مصالح معينة. وأشار في الوقت نفسه إلى الجدلية القائمة بين الصحافة الورقية ونظيرتها الإلكترونية، مائلاً إلى جانب الهامش الواسع المتاح في سهولة التواصل مع المتلقي في الإعلام الإلكتروني. جاء ذلك في محاضرة ألقاها البازعي بعنوان "موت الطباعة: الصحافة الورقية والنشر الإلكتروني"، مساء أول من أمس، في منتدى الثلاثاء الثقافي بمحافظة القطيف. وتحدث البازعي، في المحاضرة التي أدارها الزميل حبيب محمود، عن تاريخ الإعلام الذي بدأ بالصورة ثم النقوش، مشيراً لبداية اكتشافات الكتابة قبل مجيء ثورة الطباعة التي نقلت الكتابة من النخبة إلى متناول العامة، وأضاف: بدأت بعدها صناعة الصحف وصناعة الإعلام الذي اعتمد على تحالف الناشر ورأس المال، فالمعلن هو الذي يستطيع أن يموّل صناعة الصحيفة. وأشار البازعي إلى النمط الجديد لنقل المعلومات الذي أحدثه النشر الإلكتروني في نظرية الاتصال، حيث تحول المتلقي وفقاً لهذا النظام إلى مرسل، وقال "إننا بحاجة لإعادة صياغة علاقتنا وعلاقة أطفالنا بتلك المعلومات، لأننا نعتمد على المستقبل، فالدخول لعالم الإنترنت بات منتشراً، وأصبح النشر متاحاً للكثيرين في ظل التعامل مع الأجهزة الحديثة، فالتجربة ما زالت جديدة وبإمكان أي شخص أن ينشئ صحيفة حتى من ليس له علاقة بالإعلام". وبيّن مدى الأزمة التي تواجه الورق والتي تتمثل في احتمال نضوب مصدره الأساسي، وأكد أن الوسائط الإلكترونية يمكن أن تكون بديلاً عن الورق في ظل أزمة النقص والانقراض تدريجياً خلال السنوات القادمة.