أربك قرار وزير الثقافة المصري فاروق حسني أمس بإحالة ملف سرقة منبر قانباي الرماح الأثري الذي يقع ضمن مجموعة مسجد السلطان حسن الشهير بوسط القاهرة إلى النيابة الإدارية حسابات كل من المجلس الأعلى المصري للآثار بقيادة أمينه العام الدكتور زاهي حواس ووزارة الأوقاف خوفاً من التبعات القانونية التي تصل إلى حد الحبس لمن تثبت مسؤوليته عن السرقة. وقال حسني في تصريح صحفي إنه بعدما قام بالاطلاع على ملف القضية وجد أنه لا يمكن السكوت عن المتسبب فيها تحت أي ظرف من الظروف وأن الواجب يحتم عليه نقل ملف القضية إلى النيابة الإدارية للتحقيق وتحديد المتسبب في ضياع هذا الكنز الأثري. وقال مصدر مطلع ل"الوطن" (فضل عدم ذكر اسمه): إن وزير الثقافة أراد بقراره أن يبرئ ذمته ويخلي مسؤوليته خاصة في تلك المرحلة الحرجة التي يترقب فيها الجميع التغيير الوزاري الجديد في أعقاب ختام المؤتمر العام للحزب الوطني الحاكم بمصر. من ناحية أخرى وجه حسني دعوة إلى نظيره وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق لعقد اجتماع مشترك بين مسؤولي وزارتي الثقافة والأوقاف لبحث وضع حد لسرقة المساجد الأثرية وبحث إمكانية الاستعانة بشركة أمن متخصصة لحراسة المساجد الأثرية والمواقع الأثرية المشتركة بين الأوقاف والآثار، خاصة أن هناك أعداداً ضخمة من تلك المواقع التابعة للأوقاف تتولى الآثار ترميمها وصيانتها ومنها 517 موقعاً في القاهرة فقط. وقد حظي حادث سرقة منبر مسجد قانباي الرماح باهتمام واسع في الشارع المصري خاصة أن مسجد قانباي الرماح توجد صورته على أكبر فئة من العملة المصرية وهي فئة ال200 جنيه. كانت أزمة سرقة منبر قانباي الرماح قد تصاعدت أول من أمس بين وزارتي الثقافة والأوقاف، وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن ضياع المنبر حيث أصر المجلس الأعلى للآثار التابع للثقافة على أن المسؤولية كاملة على الأوقاف مالكة المسجد وأن دور المجلس انتهى بترميمه وتسليمه للأوقاف، بينما قالت الأوقاف إن المسجد يتبع المجلس الأعلى للآثار ويخضع له تماماً وهو لم يتم فيه أية شعائر دينية منذ عامين حيث إن مفتاح المسجد في حوزة مشرف الآثار، كما أن المنبر المسروق كان داخل أحد المخازن التابعة للمجلس الأعلى للآثار بمجموعة السلطان حسن. ويعود منبر قانباي الرماح المسجل في قائمة المجلس الأعلى للآثار برقم 136، للعصر المملوكي، وهو مصنوع من الخشب الهندي، وتم تشييده على طراز المدارس المملوكية، حيث يتألف من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات، أهمها وأكبرها إيوان القبلة ومحراب القبلة الذي يعد من أجمل نماذج المحاريب المملوكية الحافلة بالزخارف الرخامية والمذهبة.