برأ أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك المستشرقين من الانتماء للسياسة، معتبرا هؤلاء المستشرقين من أهل العلم وممن أثروا ساحات الدراسات الثقافية العربية في مجال اللغة والشعر وكثير من العلوم. وأشار ابن تنباك خلال المحاضرة التي أقيمت بالجامعة الإسلامية أول من أمس تحت عنوان "دور المستشرقين في دراسة اللغة العربية وآدابها" إلى أن ذلك لا يلغي أن المصلحة العامة هي ما يحركهم وأنهم بريئون من الأخطاء مؤكداً أن النخب فيهم هم من أجاد في اللغة العربية وعلوم الشرق، بينما وقع الكثيرون منهم في أخطاء علمية ولم يفهموا النص، واصفا خلال رده على إحدى المداخلات المستشرقين ومن درس منهجهم بأنهم يميلون إلى محاكمة النص حيث يقومون بعرض النص منهجيا وإذا خالف النص المنهج انتقدوه، نظرا لأنهم متحررون عن حواجز المسلمين، فهم لا يقدسون النص وعند المسلمين هذا الأمر غير مقبول. ودلل ابن تنباك على الجانب الإيجابي الذي يخرج المستشرقين من سوء الظن متمثلاً باعتمادهم على دراسة دواوين الشعر الجاهلي لرغبتهم في تأصيل المعرفة في وجود مصدر للغة العربية ولسلامتها. وأكد ابن تنباك في محاضرته التي تمثل طرحاً مختلفا يؤسس لبرامج أكثر حراكاً في الجامعة الإسلامية أن المستشرقين ساهموا بشكل كبير في إصلاح اللغة، مشيرا إلى اهتمامهم الكبير بالتراث العربي من خلال جمعه والحفاظ عليه من الضياع، كما اهتموا بدراسة جميع الفنون مع المحافظة على اللغة التي كتب بها المؤلف احتراما للنص، بالإضافة إلى اهتمامهم بدراسة القرآن الكريم واللغة العربية لأنها السبيل لهم لما يريدونه من الثقافة، كما قدموا للعرب والمسلمين خدمات كبيرة من خلال فهرسة ما لم يستطيعوا نشره من العلوم، مؤكدا أنهم أول من فهرس الأحاديث مع اهتمامهم بتراجم القرآن والتفسير. ووصفت مداخلة وكيل كلية اللغة العربية عيد الحجيلي دفاع ابن تنباك عن المستشرقين بالمبالغة، وقال: لا ينبغي الدفاع عنهم، وبدلا من شكرهم ينبغي القول بأن الله سخرهم لنا، وهو الأمر الذي دفع ابن بتناك للرد بالقول: إن ما يعرف عن المستشرقين أنهم لا يكرهون الإسلام، ولم ينتشر الإسلام بينهم إلاّ لوجود السماحة لديهم، مؤكدا ضرورة التفريق بين السياسة وطبيعة الغرب. وأوضح ابن تنباك أن المسيحيين العرب يعتبرون الطائفة الثانية التي قدمت للغة العربية خدمات جليلة بعد أن حرك فيهم الغرب القومية العربية ضد الدولة العثمانية فاستجاب أهل الشام للتخلص من الدولة العثمانية، حيث لجؤوا للعربية كمنهج وساهموا في تطوير أساليب اللغة.