ذكرى سنوية نعيد إحياءها دون كلل أو ملل، ونحمد الله على النعم للوصول إلى القمم، ونستعيذ به من الزوال والنقم. إنها ذكرى اليوم الوطني، في كل عام نجدد البيعة والولاء، وبلادنا في ازدهار وأمن وأمان، فوطني أرض الرسالة ومنبع الحضارة ومهبط الوحي، ويكفيني شرفا أن أقول إنني من بلاد الحرمين، عمار يا بلادي عمار، وطن معطاء يكتسي بالرحمة والإخاء لأبنائه، ويمد يد العون لإخوانه وجيرانه، بدأها المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وسار من بعده أبناؤه وأحفاده. فكانت البلاد -قبل عهده- مليئة بالحروب والنعرات القبلية وقُطّاع الطرق، فكانوا يسببون الهلع للحجاج، فيسلبون منهم ما يقتاتون به على سفرهم من طعام ومال، وما إن أتى المؤسس حتى وحّد البلاد، وأعطى الحق للعباد، وأقام الشرع على الأحباب والأغراب، فجعل هذه البلاد قائمة على التوحيد، ودستورها الكتاب والسنة، فنحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعم، ونسأله دوامها، وهنا أستعين بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا».