92 شخصا يضمهم الفريق الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا حسب ما أعلن مكتبه، وبلغت ميزانيته للسنوات الثلاث الماضية حوالي 50 مليون دولار، لكنه في المقابل لم يحقق شيئا على الأرض، وهو ما دفع كثيرين للتساؤل حول جدوى الموفدين الخاصين، ودور المنظمة الأممية على أرض الواقع. وقاد دي ميستورا 9 جولات من المفاوضات غير المباشرة في جنيف وفيينا بين أطراف الأزمة السورية دون أن يخرج بنتيجة، في وقت ساهم الدعم العسكري الروسي للنظام في استعادة هذا الأخير السيطرة على حوالي ثلثي البلاد بعدما كانت سيطرته قد ضاقت كثيرا. 3 موفدين تولى ثلاثة من رجال السياسة مهمة الموفد الأممي الخاص في سورية، كان أولهم الأمين السابق للأمم المتحدة الراحل كوفي عنان، تلاه وزير الخارجية الجزائري السابق الأخير الإبراهيمي، ثم تولى ميستورا المهمة منذ 2014. وخلال هذه السنوات تفاقم النزاع في سورية وازداد تعقيدا، وأوقع نحو 350 ألف قتيل، وأسفر عن ملايين النازحين واللاجئين. ومع تعنت النظام السوري واستهتاره بالأرواح، فإن الدبلوماسي الإيطالي السويدي ميستورا المعروف بمرونته وإصراره وقدرته على ابتكار طروحات وحلول لم يحقق نجاحا كبيرا في إقناع النظام بالدخول جديا في مفاوضات. لجنة دستورية لم يجد مستورا بدا من السعي في الآونة الأخيرة إلى إنشاء لجنة دستورية، مهمتها وضع دستور جديد لسورية، وفق خطة وضعت في يناير في سوتشي خلال قمة جمعت إيران وروسيا وتركيا، آملاً أن تتمكن هذه اللجنة من بدء العمل في الشهر الحالي، غير أن ذلك لم يحصل. وكان ميستورا حذر خلال اجتماع لمجلس الأمن حول سورية في 18 سبتمبر من مشاورات تتواصل بلا نهاية، مشيرا إلى وجود عقبات كبرى ما زال يتحتم التغلب عليها قبل أن يتفق الأطراف على تشكيلة اللجنة. لكن الموفد الذي يصف نفسه بأنه «متفائل لا يعرف الكلل»، أعلن أنه «سيحدد موعدا» الشهر المقبل لإنشاء اللجنة. فن الممكن وأمام كل العقبات، رأى مراقبون أوروبيون أنه أمر إيجابي أن يكون ميستورا مؤمنا ب»فن الممكن» وأنه ما يزال يحاول «حلحلة» عملية السلام من خلال إنشاء لجنة دستورية، محذرين من مخاطر عملية سلام تمتد إلى ما لا نهاية. كذلك حذر وزير الخارجة الفرنسي جان إيف لودريان، الاثنين، من أن المنطقة برمتها قد تشهد «حربا دائمة» في حال لم يتم التوصل إلى حل سياسي في سورية. واعتبر مدير مركز الحوار الإنساني ديفيد هارلاند أن أخطاء دي ميستورا تعكس تراجع موقع الأممالمتحدة كوسيط سلام، وكتب في وثيقة نشرت أخيرا «قبل منتصف التسعينات، كان موفدو الأممالمتحدة مدعومين بفريق صغير من الموظفين» لكن هذه المهمات تحولت، مؤخرا، إلى «بعثات سياسية خاصة أوسع نطاقا (...) تضم مستشارين متخصصين في كل المسائل، من المساواة بين الرجل والمرأة إلى تسريح الأطفال الجنود». وانتقد هارلاند افتقار بعثات الأممالمتحدة إلى «القدرة على التحرك السريع» والانقسامات داخل مجلس الأمن. مهمة عقيمة 92 شخصا يؤلفون فريق دي ميستورا 350 ألف قتيل في الأزمة السورية 50 مليون دولار كلفة مهمته في 3 سنوات 8 ملايين نازح تقريبا 9 جولات من التفاوض غير المباشر 3 موفدين خاصين للأمم المتحدة