أصبحت علاقتنا ببعض تنحصر في دائرة مغلقة، تبدأ بعقد مصلحة وتنتهي بانتهاء المصلحة، وأخرى تبدأ بمعاملة مادية وتنتهي بمجرد انتهاء المعاملة، وأخرى في المنزل، ولكن أفرادها لا يعلمون شيئا عن بعضهم، وكأننا في سوق. أراك أيها القارئ متفاجئا من العنوان «علاقات مؤقتة». نعم، هي علاقات ليست مؤقتة فحسب، بل هي ركيكة ضعيفة، لا تسطيع الاحتمال والإطالة فيها. نعم، أقصد كل كلمة كتبتها، لا أعلم لماذا أصبحت علاقات الناس ببعضهم تنحصر في المصالح الشخصية. ليت الكارثة تنتهي إلى هنا، بل هناك أبشع من ذلك، عندما تجد علاقتك بأخيك تنتهي بمجرد انتهاء مصلحته الشخصية معك. نعم، أصبحت تلك حياتنا. لا تضع مبرراتك، وتقول الحياة أصبحت قاسية، وما أكثر همومها، والصعوبات المادية التي نمر بها جعلت منا وحشا مفترسا يفكر فقط في مصلحته. قف عزيزي القارئ وتأمل دقيقة، وانظر إلى مثالية الإسلام، فهو نموذج لتوطيد العلاقات الاجتماعية بين البشر. نعم، المشكلة فينا نحن من صنعنا تلك الفجوة الكبرى. هل تعقد أيها الأب اجتماعا مع أبنائك لتسمع آراءهم، مشكلاتهم، أحلامهم؟! نعم، أعقد بالفعل اجتماعا، وأخيرا رأيت بصيص أمل في ظل هذا الكم من الظلام، ولكنه في مجموعة مغلقة على «فيسبوك». ليتك لم تكمل الإجابة، لقد فقدت بصيص الأمل الوحيد في كومة من الظلام واليأس. حتى العلاقات الأسرية أصبحت في مجموعات على «فيسبوك» و«واتساب». نعم، لا بد من مواكبة العصر، وأن لكل عصر آذانا، ولكن هناك قوانين في حياتنا يجب ألا تتغير، وقبل أن تكون قوانين فهي مبادئ حثنا عليها الإسلام. أيتها الأم، اتركي هاتفك واستعيدي حياتك الأصلية. وعنك أيها الأب، اترك هاتفك وأجلس في البلكونة، واستنشق الهواء النظيف، وتأمل مخلوقات الله. انظر إلى النجوم، يا لها من ساطعة اليوم، وخذ جميع هواتف أبنائك، واجعلهم حولك، تحدثوا في قضية ما أو موضوع ما. نعم أمي، أشم رائحة الكعك، إنه لذيذ، واستعيدوا حياتكم الأصلية، واتركوا تلك الحياة المزيفة. يجب أن نعيد النظر في علاقتنا الاجتماعية والأسرية، كي نستعيد بصيص الأمل الذي فقد منا.