مع قرب انطلاق معركة إدلب التي يتوقع مراقبون أنها ستحسم إلى حد ما الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من 7 سنوات، وتزامنا مع بدء القوات الروسية شن غاراتها على المدينة على الرغم من التحذيرات الأميركية والتحفظات التركية لمنع هذه الحرب التي يخطط لها النظام السوري بدعم من الروس، تكثر الأحاديث عن مسألة الحدود ومستقبلها بين سورية والعراق، خاصة أن الولاياتالمتحدة كثفت، مؤخرا، تحركاتها العسكرية عند المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن حتى تكون الممسك والمتحكم الأقوى بالطرقات الدولية وإغلاق المناطق الاستراتيجية على الحدود العراقية السورية التي يمر بها المقاتلون والأسلحة. إعادة التموضع الحدودي تسعى الولاياتالمتحدة منذ إنشاء التحالف الدولي للقضاء على داعش إلى الحفاظ على المنطقة الحدودية بين سورية والعراق التي تعتبر ممرا للإرهاب المنظم من وإلى المنطقة، ولهذا سارعت إلى إعادة تموضع قواتها في العراق نهاية العام الماضي بعد إعلان الحكومة العراقية القضاء على داعش، وكثفت وجودها عند الحدود العراقية - السورية في المنطقة الممتدة من المعبر العراقي الوليد - السوري التنف وصولا إلى معبر القائم العراقي - البوكمال السوري. وفي نهاية العام الماضي تم إنشاء قاعدة أميركية قرب معبر التنف داخل الأراضي السورية بهدف إغلاق تلك المنطقة الاستراتيجية وقطع أحد خطوط الإمداد بين العراق من جهة وميليشيات الحشد الشعبي وحزب الله من جهة أخرى، بالإضافة إلى سعي الولاياتالمتحدة إلى السيطرة على الطرق الدولية بين العراق وسورية والعراق والأردن تفاديا لتنفيذ عمليات إرهابية في المرحلة المقبلة التي تعتبرها الإدارة الأميركية «حرجة» في ظل الصراع القائم في سورية مع قرب انطلاق معركة إدلب.
صراعات متضاربة أوضح المحلل السياسي أنيس محسن في تصريح خاص ل»الوطن»، أن المنطقة تخوض الآن صراعا مكشوفا بين المحور الإيراني من جهة، ومحور الولاياتالمتحدة وإسرائيل الهادف إلى تقليم أظافر طهران في العراق وسورية، وجعلها دولة ضعيفة ضمن حدودها. وأبان محسن أنه على الرغم من ذلك، تتبع الإدارة الأميركية الحالية سياسة ناعمة بدلا من فتح مواجهات عسكرية في الشرق الأوسط عبر استعمال الضغوط الاقتصادية والسياسية، بدليل العقوبات الاقتصادية المفروضة منها، مما أدى إلى هبوط حاد في قيمة عملة إيران مقابل الدولار. ولفت محسن إلى أنه بالتزامن مع ذلك، تهز إسرائيل العصا الغليظة في سورية بعد أن هددت بضرب الحشد الشعبي الذي يسعى لنصب صواريخ طويلة المدى على الحدود العراقية التي تستطيع أن تطول بمداها دول المنطقة، واصفا هذه العملية بأنها قائمة على تبادل أدوار بين إسرائيل التي تنفذ ضربات في سورية دون رد فعل إيراني، مقابل تشديد واشنطن القوة الناعمة للضغط عليها. وتوقع محسن أن تضطر الولاياتالمتحدة إلى استخدام قوتها المباشرة فور استشعارها بوجود تهديد لمصالحها على الحدود السورية العراقية الأردنية، مؤكدا نشرها قوات نظامية على الحدود السورية العراقية لتكون رادعة لدول أخرى مثل إيران أو النظام السوري. أسباب التهافت 01 وجود ثروات طبيعية 02 منطقة استراتيجية تربط أكثر من دولة 03 طريق بري للمشروع الفارسي إلى البحر المتوسط 04 خشية غربية من استهداف قواعدها في المنطقة 05 نقطة ارتكاز لتوسيع عمليات حصار إيران برا بالتزامن مع الحصار الاقتصادي