اعتبر محللون سياسيون تحذيرات وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، التي أطلقها من موسكو، أول من أمس، من أن كارثة ستحل بمحافظة إدلب في حال شن النظام السوري عليها هجوما، أنها تأتي في ظل مخاوف تركيا من فقدان السيطرة على المحافظة المتاخمة لها. وفيما شددت تقارير على وجود استعدادات عسكرية تقوم بها قوات النظام السوري لشن هجوم ضد آخر أبرز معاقل الفصائل وهيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقاً»، قال المحللون السياسيون: «إنه في حال شن قوات النظام السوري الهجوم المرتقب على إدلب، فإن نتائج هذا الهجوم ستضيف أعباء جديدة على أنقرة بعد ما أفرزته العقوبات الأميركية الأخيرة من ضغوط أدت إلى هبوط الليرة وتردي الأوضاع الاقتصادية على خلفية احتجاز تركيا للقس الأميركي أندور برانسون». وذكر المحللون ثلاثة مخاوف رئيسية يعاني منها النظام التركي الآن في ظل استعدادات النظام السوري للهجوم على إدلب، تتمثل فيما يلي: 1 - موقع إدلب الاستراتيجي بالنسبة لتركيا، لأن حمايتها والدفاع عنها يعني بالنسبة إلى تركيا قطع الطريق أمام الفصائل الكردية الممثلة في وحدات حماية الشعب الكردية، وحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، التي تشن من وقت لآخر هجمات على تركيا. 2 - الأهمية الجغرافية لإدلب، حيث تحدّها من الشمال ولاية هطاي التركية ومدينة عفرين السورية التي كانت خاضعة للسيطرة الكردية قبل أن تسيطر عليها تركيا، فإدلب تبعد مسافة 45 كيلو مترا فقط عن مدينة الريحانية التابعة لولاية هاطاي التركية. 3 - تعداد سكان إدلب الكبير «2.4 مليون نسمة»، بالإضافة إلى احتوائها على 1.3 مليون نزحوا إليها من مدن سورية مختلفة، لذلك باتت مركز نزوح للآلاف الذين قدموا إليها من ولايات سورية مختلفة، الأمر الذي يهدد الأراضي التركية بوجود احتمالية تعرضها لعملية نزوح جديدة لأراضيها عبر الحدود «التركية- السورية».