واصلت القوات التركية وفصائل «الجيش الحر» العملية العسكرية لليوم الخامس على التوالي ضد مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين، فيما أعلنت «الإدارة الذاتية الكردية» النفير العام في مناطق نفوذها، ودعت الأكراد السوريين إلى الدفاع عن عفرين. أكد الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن أن عناصر «الجيش السوري الحر» تواصل تقدّمها «في شكل آمن في عفرين عبر تدمير المواقع المحدّدة للمنظمة الإرهابية الانفصالية مع الحرص على التمييز بين الإرهابيين والمدنيين». وشدّد إثر قمة أمنية عقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة أمس، على أن «احترامنا لوحدة الأراضي السورية من أهمّ مبرّرات العملية التي لا تستهدف أي مجموعة عرقية بل التنظيمات الإرهابية»، وأضاف أن العملية العسكرية «ستستمرّ حتّى تطهير المنطقة تماماً من المنظمة الإرهابية الانفصالية، وعودة أصحاب سورية الأصليين، الذين نستضيف منهم حوالي 3.5 مليون، بأمان إلى منازلهم». وحققت القوات تقدّماً من 4 جهات في اتجاه عفرين وتمكنت من السيطرة على مناطق جديدة، وسط عمليات استهداف متبادلة بين الطرفين على محاور القتال. وتزامن ذلك مع استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي من جانب القوات التركية. وتركّزت الاشتباكات أمس، على محاور في بلبلة وراجو وجنديرس وقسطل جندو وشياه في غرب عفرين وشمالها، على الحدود مع الجانب التركي ولواء إسكندرون. وأفادت مواقع إخبارية قريبة من المعارضة بأن الفصائل سيطرت أمس، على قريتين وخمس تلال في منطقة عفرين، وذلك ضمن فتح محور في جندريس، بعد محاور ناحيتي بلبل وراجو وجبل برصايا قرب الحدود التركية. وأوضحت أن المقاتلين تمكنوا من السيطرة على قرية الحمام (قشلة) غرب ناحية جنديرس في منطقة عفرين، وقرية عمر أوشاغي التابعة لناحية راجو. كما نجحت الفصائل في السيطرة على خمس تلال محيطة بقرية آده مانلي بعد اشتباكات مع المقاتلين الأكراد. وأشارت وكالة «الأناضول» التركية إلى أن جندريس تمثل «أهمية كبيرة للمراحل المقبلة من عملية غصن الزيتون»، موضحة أن للمنطقة فوائد استراتيجية إذ إنها تقع على رأس وادي يؤدي إلى مدينة عفرين، ومنه يقصف المقاتلون الأكراد سكان مدينة ريحانلي الحدودية التابعة لولاية هطاي التركية. في غضون ذلك، أعلنت «الإدارة الكردية» في شمال سورية «النفير العام» ودعت في بيان أمس، صادر عن «إقليم الجزيرة» (محافظة الحسكة شمال شرق) جميع الأكراد إلى «الدفاع عن عفرين وكرامتها». وقال المستشار الإعلامي ل «الوحدات» في عفرين ريزان حدو إن «إعلان النفير العام يعني دعوة الأكراد كافة في سورية إلى حمل السلاح» دفاعاً عن عفرين. وأوضح أن الإعلان يتضمّن «دعوة كافة الشباب الذين التحقوا سابقاً بخدمة الدفاع الذاتي إلى الالتحاق بمراكزهم»، إضافة إلى «جاهزية مراكزنا كافة لاستقبال كل من يرغب بالدفاع عن عفرين، وتوفير الأسلحة اللازمة لذلك». وأعلن وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو مقتل ثاني جندي تركي منذ بدء العملية قبل خمسة أيام. وقال في تغريدة عبر «تويتر» أمس: «لن نترك دماء شهدائنا على الأرض وسنواصل كفاحنا إلى حين استئصال الإرهاب». وكان الجيش التركي أعلن مساء الاثنين مقتل أول جندي في العملية العسكرية، خلال اشتباكات مع المقاتلين الأكراد جنوب شرقي مدينة غلبابا الحدودية في منطقة كيليس. ووثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قتل 25 عنصراً على الأقل من فصائل عملية «غصن الزيتون» و26 مقاتلاً كردياً في الاشتباكات، مشيراً إلى وجود 7 جثث في المناطق التي تتواصل فيها المعارك، لا يعلم هويتها إلى الآن. كما وثّق مقتل 24 مدنياً بينهم 6 أطفال في قصف تركي على مدينة عفرين ومنطقتي جلبرة ومريمين وأماكن أخرى في منطقة عفرين. وأدّت المعارك الدائرة إلى حركة نزوح واسعة من عفرين ومحيطها. وأفاد «المرصد» بأن حواجز تابعة للنظام السوري عند المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، منعت النازحين من الوصول إلى مناطق سيطرة «الوحدات» في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب. وفي تركيا، أوقفت السلطات 42 شخصاً أمس، بتهمة نشر «الدعاية الإرهابية» على مواقع التواصل الاجتماعي، ضد الهجوم على عفرين. وأفادت وكالة «الأناضول» بأن من بين الموقوفين القيادي في «حزب الشعوب الديموقراطي» في إزمير شركس ايدمير. وكانت السلطات فتحت تحقيقاً أول من أمس، ضد أربعة من نواب الحزب المعارضة لأنقرة والمناصر للقضية الكردية، بعد دعوتهم للتظاهر احتجاجاً على الهجوم في سورية. ومنعت الشرطة الأحد تنظيم تظاهرتين احتجاجاً على الهجوم في ديار بكر وفي إسطنبول، حيث اعتُقل سبعة أشخاص. وحذّر الرئيس التركي في وقت سابق من أن المتظاهرين «سيدفعون الثمن باهظاً».