مع غروب شمس عصر ثالث أيام التشريق، يكون الجيل الرابع من الحجاج اليابانيين الذين قدموا لأداء نسك هذا الموسم (1439) قد مروا على آثار أول ثلاثة حجاج يابانيين سبقوهم للمشاعر المقدسة، وذلك قبل 110 أعوام، وهم على التوالي «عمر ميتسوتارو ياما أوكا، ومحمد نور إبي تاناكا، وتاكيشي سوزوكي». 348 حاجاً قدموا من الإمبراطورية اليابانية هذا الموسم ما بين مقيم (259) حاجاً و(89) حاجاً يابانياً، وذلك بحسب أحد رؤساء بعثة الحج اليابانية تامر زايد ل«الوطن»، ويتراوح أعمارهم في الإسلام ما بين 7 سنوات إلى 4 أشهر تقريباً. يحرص اليابانيون بعد دخولهم للإسلام – كما يقول تامر زايد- على تأدية مناسك الحج وفقاً لقواعد السنة النبوية، ويتعرفون عليها من خلال المراكز الإسلامية التي تديرها الجالية العربية والمسلمة هناك. وعند مسار الحديث عن الحجاج اليابانيين، يتذكر الجيل الرابع من الحجيج، أول ثلاثة حجاج قدموا قبل قرن تقريباً للديار المقدسة، أولهم «عمر ياما أوكا» الذي أسلم في بومباي الهندية، وذهب للحج عام 1909 بصحبة عبد الرشيد إبراهيم وهو مؤرخ ورحالة عالمي ورجل دعوة، ولعب دوراَ كبيراً في نشر الإسلام باليابان التي توفي فيها عام 1944. فيما أدى ثاني ياباني فريضة الحج عام 1920، وهو نور أبي تاناكا الذي أسلم في الصين، وقد كان صديقا لعمر أوكا ومن المتأثرين به، وفي عام 1935 أدى ثالث الحجاج اليابانيين فريضة الحج تاكيشي سوزوكي الذي أسلم في إندونيسيا، وحظي باجتماع مع الملك عبدالعزيز آل سعود، كما أدى مناسك الحج ثلاث مرات، وألف كتابا بعنوان «ياباني في مكة»، وتوفي في حادث قصف القوات الأميركية للسفينة التي كان يستقلها حينما كانت متجهة إلى اليابان عام 1945. شاهد على حادثة من أهم الأحداث التي وثقها ياكيشي سوزوكي في مؤلفه الياباني «الحج إلى مكةالمكرمة»، وعندما ترجم للعربية أخذ عنوان «ياباني في مكة» محاولة اغتيال للملك عبدالعزيز في موسم حج 1935 عندما كان في وسط الشوط الخامس بطواف الإفاضة بالحرم المكي (الساعة العاشرة صباحًا)، فاندفع حينها خمسة رجال خرجوا من بين الناس، وكان بيد كل واحد منهم خنجر. ويعلق ياكيشي عن فيقول: «ظننت أنه قتل، لكن الشجاعة تحمي الإنسان، فأطلق الحراس النار على ثلاثة من المهاجمين، وقبضوا على واحد منهم، عند سماع صوت أعيرة نارية تنطلق من البنادق، قال الملك: لا تقتل.. لا تقتل.. اقبض عليه». ويواصل ياكيشي شعوره تجاه هذه الحادثة بقوله: «لا أزال أتذكر صوت الملك وهو يردد لا تقتل.. بعد الانتهاء من تلك المشكلة ساد الهدوء، وتابع الملك طوافه حتى النهاية«. لم يخفِ الرحالة الياباني إعجابه الشديد بالملك عبدالعزيز. أوائل الحجاج اليابانيين 1909 عمر ياما أوكا 1920 نور أبي تاناكا 1935 تاكيشي سوزوكي الحجاج اليابانيين موسم حج 1439 348 حاجاً 259 حاجاً مقيماً في اليابان 89 حاجاً يابانياً
ملامح كتاب (الحج إلى مكةالمكرمة) الياباني للمؤلف ياكيشي سوزوكي حج ثلاث مرات في ثلاثينات القرن الماضي ترجم إلى العربية (ياباني في مكة) مذكراته عن الحج ضمنها بعد زيارته إلى الأماكن المقدسة حاجاً ثلاث مرات خصه الملك عبد العزيز دون غيره من الحجاج باللقاء أطول وقت ممكن وصف الملك عبد العزيز بأنه»رجل لا يقهر»