جسد فنانو وفنانات جازان التشكيليون والفوتوغرافيون الفل والنباتات العطرية عبر لوحاتهم ورسوماتهم المختلفة وما التقطته عدساتهم في مشاهد مختلفة عكست أحد مظاهر التراث الجازاني العريق من خلال ما أظهرته اللوحات المصاحبة لمعرضي الفن التشكيلي والتصوير الضوئي المصاحبين لمهرجان الفل الأول بمنطقة جازان. حيث أثار واستوقف المعرضان الزوار لمشاهدة محتوياتهما الفنية من لوحات فريدة ومتنوعة تصور ابتهاج الجازاني في مختلف بيئاته البحرية والساحلية والسهلية والجبلية بالفل والنباتات العطرية ومدى ارتباطاتها الوثيقة بمناسباته المختلفة عبر أشكال متنوعة ومتعددة في اللباس والاستخدام استلهمها من بيئته المحلية.
الفل والحرب أثار عدد من اللوحات المشاركة والتي صورت كفين إحداهما مملوءة بالفل والأخرى بأعيرة الأسلحة الآلية الزوار مثيرة إعجابهم بمعايشة الفنانين للأحداث التي تمر بها المنطقة في مشهد وصف بأنه خير شاهد على أن هذه جازان وهنا الوطن يد تحمي الوطن وأخرى تنشر الفل والفرح.
ثنائيات توافقية علق الكاتب والناقد حسن مشهور على اللوحات الفنية المعروضة بقوله إنه وعلى النقيض من الثنائيات الضدية التي يحفل بها العالم؛ فإن هناك ثنائيات توافقية تسير بالتوازي ولا يمكن بحال فصل إحداها عن الأخرى ومن بين تلك تبرز لنا ثنائية «جازان والفل»، في أبهى وأجل صورة. وأضاف مشهور أن مهرجان الفل والنباتات العطرية يأتي كتظاهرة مجتمعية تسهم في إبراز تلك العلاقة الوثيقة بين زهرة الفل والتراث الثقافي لهذه المنطقة العزيزة على القلب من وطننا الحبيب ومن هنا فلم يكن غريبا أن يهب كتاب وشعراء المنطقة للتغني بهذا الاحتفاء النوعي بنبتة الفل. وأضاف أن الفنون الجميلة قد كانت حاضرة في هذا المشهد الكرنفالي إذ عمد ثلة من فناني وفنانات المنطقة لتنظيم معرضين أحدهما تصويري والآخر تشكيلي لإبراز جماليات الفل المرتبطة بالإنسان وبجغرافية المكان. رسالة للعالم بين مشهور أن اللوحة التي لفتت نظر زوار المعرض التي جسدت كفين، يحمل إحداهما في راحته حبات الفل، في حين يحوي الآخر حبات الرصاص بدت ضمن مشهد سيريالي موجهة رسالة لشعوب العالم قاطبة بأننا أرض التوحيد والسلام؛ نحمل بيدنا الخير والمحبة والسلم لجميع شعوب وأمم العالم قاطبة؛ لكننا لا نرضى بأي حال بالضيم ولا بأن يطال ثرانا العدا. فنحن سلم على من سالم ونار على المعتدي، مؤكدا أن ذلك أرقى مآثر النبل وأعلى خصال الرجولة التي ورثها حكام وأبناء هذا الوطن السعودي الأشم، كابرا عن كابر. وأضاف نحن أرض التوحيد ومهبط الرسالة المحمدية على نبيها أفضل الصلاة وأتم التسليم، كما قد شرفنا الله عز وجل بأن حوى ثرى وطننا الطاهر أقدس البقاع الإسلامية على مر التاريخ، ومن هنا فنحن حماة الدين والمنافحون عنه على الدوام والساعون لنشر عقيدة التوحيد في العالم وهو شرف ما بعده شرف. إبداع لا يقتل الشاعرة والكاتبة الصحفية سما يوسف قالت إن جازان التي توشحت بالفل وعطرت بها شذاها على الرغم من رائحة الموت التي توجه لهم عبر الصواريخ ولهيب النار تمكن شبابها وشاباتها الذين لم يقتل العدو إبداعهم من تجسيد الفل عبر لوحاتهم ورسوماتهم وعدساتهم في مشاهد عكست أحد مظاهر التراث الجازاني العريق وذلك ما كشفته اللوحات المصاحبة لمهرجان الفل الأول بجازان. معرض الفن التشكيلي بمهرجان الفل بجازان 24 فنانا تشكيليا ومصورا فوتوغرافيا 20 لوحة تشكيلية 40 مشاركة ضوئية