سياف أباالخيل خيانة الوطن جريمة ليس لها أي مبررات ولا شفاعة لمن يقوم بهذا الفعل الشنيع. فالوطن هو العرض والشرف، فكيف لنا أن نتهاون مع من يبيع وطنه، ويتآمر عليه مع الأعداء؟ وخيانة الوطن عار لا يمحوه الزمان، فوطننا لا ينسى أبدا من خانه وغدر به، ولا يغفر له فعلته حتى بعد موته. وعلى الرغم من أن حب الوطن فرض، وبذل كل غال ونفيس في سبيله شرف، إلا أنه هناك من يرضون لأنفسهم خيانة الوطن والشعب والتاريخ، ويبيعون كل ذلك دون خجل، أو حتى مجرد تفكير فقط، من أجل مال أو سلطة، جاهلين كيف سيعيشون بهذا العار الذي سيلاحقهم طوال حياتهم، وحتى بعد الممات. الخائن لوطنه يستحق أقصى العقوبات، خاصة عندما يقدم على أفعال تُهدد استقرار الوطن ووحدته، فمن باع ضميره وأقدم على مثل هذه الأفعال، وسمح للفساد والعبث أن يتسللا إلى أراضي وطنه، يجب ألا تمر فعلته دون عقاب رادع، فسلامة واستقرار الوطن أمر ليس فيه تهاون أو رحمة. حتى ديننا الحنيف يحذر من الخيانة قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ»، وقال تعالى: «وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ»، فالخيانة أمر لا يقبله الشرع، ومحاولة زعزعة الوطن والترويج للشعارات الهدامة، يُعدّ خروجا عن المنظومة الإسلامية، كما يُعدّ خسارة للدين لقول الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، «يُطبَعُ المؤمنُ على كلِّ خُلَّةٍ غيرَ الخيانةِ والكذبِ». وفي هذا الصدد، أودّ أن أوضح أن نقص الوازع الوطني لدى أفراد المجتمع، أشدُّ فتكا بالأفراد والأوطان من الطاعون والأمراض الخطرة، فيجب علينا جميعا -حكومةً وشعبا- المسارعة في علاج أسباب نقص الوازع الوطني، فالفرصة ما زالت موجودة لعلاج الأمر، ولهذا يجب التكاتف بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والاجتماعية، وتربية أبنائنا على حب الوطن وترسيخ الانتماء داخلهم، وذلك بتعريفهم بتاريخ وحضارة ومكانة بلادهم، فهذه من الأمور التي تعزز في نفس الصغار حب الوطن. وفي الختام، أدعو الله -عز وجل- أن يحفظ وطننا، ويردّ كيد الكائدين، وأن ينعم علينا بالأمن والرخاء.