في الوقت الذي قامت به وزارة الصحة بحملة رقابية على أكثر من 4000 صيدلية خلال 6 أيام في كافة مناطق المملكة للتأكد من تطبيق قرار «منع بيع المضاد الحيوي بدون بوصفة طبية» خلال الفترة الماضية، أبدى استشاري طب الأسرة وطب الشيخوخة والصحة العامة الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة الملك سعود، الدكتور سعد محمد آل سعد في حديثه إلى «الوطن»، انزعاجه الكبير من عدم التزام بعض الصيدليات بشروط بيع الأدوية الصحية، مشيرا إلى أن ما يحدث من سهولة وصول المريض للمضادات الحيوية عن طريق الصيدليات لا شك أنه سلوك خاطئ ويتحمله جميع الأطراف وليس المريض وحده. تحذيرات طبية حذر آل سعد أن كثرة استخدام المضادات الحيوية قد تتسبب في قتل البكتريا النافعة في جسم الإنسان، بالذّات البكتيريا المتواجدة في جدار الأمعاء وهي مفيدة في عملية الهضم، وقد يؤدي تناول المضادات الحيوية إلى إصابة الشخص بالإسهال بسبب نقص البكتيريا الجيدة التي تساعد على هضم الطعام بشكل صحيح، وأحيانا تنقص المناعة، وقد تنمو البكتيريا السيئة مثل (Clostridium difficile) وتؤدي إلى إسهال حاد، مشيرا إلى أن الاستخدام المتكرر وغير المناسب للمضادات الحيوية يمكن أن يتسبب فيما يسمى مقاومة البكتيريا أو مقاومة المضادات الحيوية، يتطلب علاج هذه البكتيريا المقاومة جرعات أعلى من الدواء أو مضادات حيوية أقوى. بسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، أصبحت بعض البكتيريا مقاومة حتى لأضخم المضادات الحيوية المتاحة اليوم. شروط الصرف أوضحت الإدارة العامة للتواصل والعلاقات والتوعية في وزارة الصحة ل«الوطن»، أن من أهم شروط صرف المضادات الحيوية وجود وصفة طبية من طبيب مسجل في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وعن الآلية المتبعة لبيع المضادات في الصيدليات قالت وزارة الصحة، فهي حسب حاجة المريض، والمدون في الوصفة الطبية، وتكون معقولة لفترة محددة، وإذا كان من الأمراض المزمنة فتكون هناك إعادة صرف، والهدف من عدم الصرف بكميات كبيرة، حتى يراجع المريض الطبيب مرة أخرى للتأكد من حالته، ومدى حاجته للعلاج المناسب. ونوهت الوزارة إلى أنها تتلقى على مدار 24 ساعة البلاغات والشكاوى على مركز الاتصال 937 عن أي مخالفات في هذا الصدد، وتتعامل معها بكل جدية.