وسط مخاوف كبيرة يعيشها لبنان حاليا من محاولات حزب الله تعطيل تشكيل حكومة وطنية جديدة وانقسام القوى السياسية بين موالاة ومعارضة، تساءلت دوائر سياسية عن إمكانية قبول رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري إعادة تشكيل الحكومة المقبلة في ظل هذه التعقيدات، أم أنه سيضطر إلى استمرار الحكومة الحالية بتسيير الأعمال لعدة شهور قادمة. وقال المحلل السياسي إيلي الحاج في تصريحات إلى «الوطن»: إن تعقيدات تشكيل الحكومة اللبنانية القادمة جاءت بعد تفاقم خطر حزب الله إثر شمول عدد من أبرز أعضائه بقائمة الإرهاب، وتأثير العقوبات الأميركية والخليجية المستقبلية على الحزب، كذلك سجله الطويل في الاعتماد على ميليشياته المسلحة، فضلا عن تحالفه مع حركة أمل، ورئيس الجمهورية ميشال عون وتياره المسمى «التيار الوطني الحر»، فمجرد عدم توقيع رئيس الجمهورية بقبوله بالحكومة فإنها لا تتشكل، وهذا وحده كافيا وحتى لم يكن رئيس الجمهورية معه، ولو توافقت كل أطياف البلاد على حكومة أو قرار فإن حزب الله يمكنه بسلاحه أن يسقط هذا القرار كما فعل سابقا في 7 مايو 2008. عقبة كبيرة وحسب إيلي الحاج، فإن رئيس الوزراء سعد الحريري الذي سيكلف بتشكيل الحكومة باعتبار أنه رئيس الكتلة الأكبر من النواب في الطائفة الإسلامية السنية، سيصطدم بمشكلة تمثيل أتباع «حزب الله»، وهو ما يزيد التوقعات بأن يحاول حزب الله أن «يضغط كي يحمي نفسه وهذا هو فحوى كلام أمينه العام حسن نصر الله الأخير، عن أنه يريد أن يضع يده على الوزارات التي تعنى بالمال والشؤون التجارية، بما أن العقوبات التي تفرض عليه هي مالية وتجارية، فإن رده سيكون على المستوى نفسه ماليا وتجاريا، وذلك عبر استخدام مقدرات الدولة اللبنانية، كي يحمي نفسه، وهنا أيضا ستنشأ مشكلة أخرى هي البيان الوزاري، الذي يحدد ماهية سياسة الحكومة وتحديدا في النقطة التي تتعلق بسلاحه والتي يحاول تغطيتها بمزاعم المقاومة». أما الأطراف المناوئة له فهي ترفض ذلك وهذه قد تكون عقبة كبيرة لتشكيل الحكومة، وإذا ما تبين أن هذا التشكيل قد يستغرق وقتا، فلا غرابة أن يطالب حزب الله برئيس حكومة آخر أو بحكومة من طرف واحد، ويكون هناك معارضة وموالاة وليس حكومة وحدة وطنية. حكومة تكنوقراط وعن إمكانية قبوله بحكومة تكنوقراط، أي من خارج القوى السياسية، قال الحاج: لا يمكن أن يقبل حزب الله ما كان يرفضه في السابق، مرارا عرضت عليه حكومة تكنوقراط من أجل استبعاده، كونه يريد حكومة تتشكل بشروطه ولن يسمح بحكومة تكنوقراط. وأضاف الحاج أنه بصرف النظر عن موازين القوى فإن حزب الله يتحكم بلبنان بقوة السلاح ويعقد عملية التشكيل، وقد لا يتمكن الرئيس الحريري من تشكيل الحكومة ويستمر في تسيير الأعمال في الحكومة الحالية، مما يضع البلاد في وضع غير ملائم له.