أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، اكتشاف آثار أقدام إنسان قديم على ضفة بحيرة قديمة في صحراء النفود، على أطراف منطقة تبوك يعود عمرها إلى 85 ألف عام، مما يعد اكتشافا مدهشا ونادرا جدا، يظهر اتساع انتشار الإنسان خارج إفريقيا، ووصوله إلى شبه الجزيرة العربية ضمن مناطق الهجرات البشرية الأخرى. جاء الإعلان على هامش زيارته معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، أمس، والذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المتحف الوطني الياباني بطوكيو، ويُختم غدا. البُعد الحضاري أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن هذه الاكتشافات المهمة تبرز المكانة التاريخية للمملكة وعمقها الحضاري، وكونها مهدا لبدايات الحضارات الإنسانية، لافتا إلى أن الأعمال المتعلقة بالآثار وفي مقدمتها التنقيبات والاكتشافات الأثرية، تحظى بمتابعة واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذي عاصر قطاع الآثار منذ نشأته وما زال -أيده الله- متابعا وقريبا لأنشطته وأعماله. وأبان أن المملكة -ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وشركائها في الجامعات السعودية- أصبحت ضمن الدول المتقدمة عالميا في مجال البحوث والاكتشافات الأثرية لا سيما في السنوات الأخيرة، مع الإعلان عن اكتشافات مهمة حظيت بأصداء عالمية واسعة. ونوه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى أن هذه المكتشفات الأثرية تعكس البُعد الحضاري للمملكة وأنها ليست طارئة على التاريخ، وأن المكانة التي تحظى بها اليوم بين دول العالم على المستويات الدينية والسياسية والاقتصادية والحضارية، إنما هي امتداد لإرث حضاري عريق، وأن الدين الإسلامي العظيم الذي خرج من هذه الأرض المباركة، قد خرج إلى العالم من أرض غنية بتاريخها وحضارتها واقتصادها. مشروع الجزيرة الخضراء أوضح الأمير سلطان أن فريقا سعوديا دوليا مشتركا عثر على آثار عدة أشخاص راشدين كانت متفرقة على أرض وحلة في بحيرة قديمة كل منهم يسير إلى وجهة مختلفة، ربما كانوا صيادين يجوبون أرجاء البحيرة بحثا عن طعام، لافتا سموه إلى أن هذه الاكتشافات تخضع لمزيد من الدراسات المتخصصة. وأبان أن عمر آثار الأقدام يتعاصر مع أحفورة أصبع إنسان عاقل عثر عليها مؤخرا بالقرب من موقع الوسطى في محافظة تيماء، يعود عمرها إلى 85 ألف سنة، وسبق أن أعلنت عنها الهيئة، ويرجح أنه من أوائل المهاجرين في العصر الحديث إلى الجزيرة العربية، وعبر صحراء النفود التي كانت آنذاك مراعي خضراء غنية بالأنهار والبحيرات والمياه العذبة، ووفرة الحيوانات التي كانت مصدر غذاء للإنسان. وأشار إلى أن الهيئة العامة السعودية للسياحة والتراث الوطني تعمل جنبا إلى جنب مع علماء آثار بمعهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ الإنسان، الألماني، الذي بدأ العمل مع الهيئة منذ سنوات، وذلك لاستجلاء آثار هذه الأقدام ومعرفتها بدقة، وما زالت أعمال الاستكشاف الأثرية والعلمية قائمة في مختبرات عالمية. وأضاف، إن هذه الأعمال تأتي ضمن «مشروع الجزيرة العربية الخضراء»، الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع جامعة أكسفورد البريطانية وعدد من الجهات العلمية المختصة في المملكة».