يكشف محامي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ل«الوطن»، في أول حوار له بعد خروجه الدرامي من اليمن، في أعقاب اغتيال الحوثيين الرئيس صالح، كثيرا من الأوراق والأحداث التي ننشرها للمرة الأولى على حلقات. أكد المحامي الخاص للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وأحد المشاركين ضمن وفود المباحثات المشتركة مع الحوثيين فترة تحالفهم السابقة، محمد المسوري، أن الدعم القطري لم يكن مقصورا على الحوثيين فقط، بل هناك شخصيات مؤتمرية قدمت قطر لهم دعما كبيرا، للإضرار باليمن. وتطرق المسوري في حديث خاص إلى «الوطن»، لعلاقته بالرئيس اليمني السابق، والتي بدأت في أعقاب الخروج من الحكم، واختياره عضوا في فريق المحامين المترافعين في جريمة ضحايا جامع الرئاسة بصنعاء، والتي خطط لها إخواني من حزب الإصلاح، وكذلك محاولة صالح توقيف قضية إعدام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وروى المسوري قصة هروبه من صنعاء بعد المحاولات المتكررة من قبل الحوثيين للاعتداء عليه، لافتا إلى أنه تمكن من الهرب بصعوبة.. وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي تنشره «الوطن» على عدة حلقات. بداية العلاقة بصالح متى بدأت علاقاتك بالرئيس السابق علي عبدالله صالح؟ بدأت علاقتي بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، يوم تسليم العلم الوطني للرئيس الجديد عبدربه منصور هادي، في ذلك اليوم بدأت علاقتي معه. كيف تم اختياركم؟ كنت متخصصا في قضايا معينة ولا زلت، وأمسك قضايا كبيرة داخل اليمن، وكان هناك اقتراح من جانب أولاد الرئيس السابق وأبناء أخيه بخصوص تفجير جامع دار الرئاسة، باختيار محامين من الخارج، للترافع في تلك القضية، وتم الإجماع على اختياري أنا ومحمد البكولي أو اختيار مؤسسة البيت القانوني باعتبار محمد البكولي رئيسها وأنا الأمين العام، وتولينا ذلك وقضايا كثيرة، وقبل ذلك تولينا قبلها جمعة الكرامة عن الأهالي الذين زج بهم في هذه القضية، وكنت المتحدث باسم فريق المحامين، والناطق الرسمي لمحامي صالح، والمتولي غالبية قضاياه، وكان يثق بي ثقة كبيرة رحمه الله، ولدي عدة وكالات من المؤتمر الشعبي العام ومن الأمين العام عارف الزوكا ومن الرئيس السابق، وواجهت تهديدات كبيرة جدا، فيما هناك بعض الزملاء التزموا التهدئة والتنحي جانبا. جريمة جامع الرئاسة والإخوان لنعود قليلا إلى الوراء، كنت عضوا في فريق المحامين المترافعين عن ضحايا جامع الرئاسة في صنعاء 2011، نريد منكم إيضاحا عن حقيقة تلك الأحداث، وما الذي توصلت إليه؟ هذه الجريمة عندما أتحدث عنها فإن هناك من سيقول إنني افتح ملفات في الوقت الذي نريد فيه أن تكون هناك مصالحة بين جميع الأطراف ضد عصابات الحوثيين، ولكن باختصار شديد مخططها إخواني من جماعة الإخوان المسلمين من حزب الإصلاح، أعدوا العدة وجهزوا كل شيء وقاموا بتنفيذها بعبوات ناسفة في جامع الرئاسة، واستخدموا شرائح اتصالات سبأ فون، وكان على رأسهم قيادات من التجمع اليمني للإصلاح، وتم القبض على بعض العناصر المنفذة والبعض منهم هرب إلى خارج الوطن، القضية الآن منظورة في القضاء المسيطر عليه قضاء الحوثي، والبعض يسألني لماذا تركت قضية جامع الرئاسة، ومحاولة جريمة اغتيال الرئيس السابق؟ وحاليا من تبقى من الفريق في الداخل لا يستطيعون متابعتها، وأقول إن القضاء أصبح بيد من اغتال الرئيس، والآن لدينا ملف وقضية أكبر من محاولة اغتيال، وهذا الملف يجب إعطاؤه حقه كاملا، سواء من قيادات المؤتمر الشعبي العام أو أسرة الشهيد صالح والأمين عارف الزوكا، فقضية بلادنا أكبر وأخطر من قضية دار الرئاسة، وعلى الجميع أن يتكاتفوا في ذلك.
متابعة القضية ماهي أسباب توقف المحكمة الجزائية المتخصصة عن عملها في النظر بالقضية قبل بداية 2015؟ كانت هناك بعض الإجراءات التي تتم من جانب الجهات القضائية، وتؤدي إلى تعطيل المحاكم، كان هناك إضراب قضائي، وكان هناك توقف في المحكمة، وبالنسبة لي لم أتوقف عن متابعة القضية على الإطلاق، وكنت أتابعها أنا والرئيس السابق سويا خطوة بخطوة، وآخر جلسة حضرتها قبل اغتيال صالح بأربعة أيام، وكنت والرئيس نجتمع ونناقشها، كان الشخص الوحيد الذي يتابع هذه القضية هو علي صالح شخصيا، وكان مهتما في ذلك اهتماما كبيرا، فكان يطلع على كل جلسة، وكان هناك إجراء في الجلسة الأخيرة التي حضرتها قبل اغتياله، وتناقشت معه شخصيا وتم الاتفاق على الاجتماع مع فريق المحامين يوم السبت، وفي هذا اليوم كانت هناك اشتباكات والحوثيون يحاصرون منزله، كان حريصا في ذات اليوم الذي أصيب فيه، والذي أرسل فيه الملك عبدالله بن عبد العزيز- رحمه الله- طائرة خاصة، قال بالحرف الواحد للطاقم «لن أطلع الطائرة إلا آخر واحد اسعفوا الجميع من المصابين في المسجد»، ولم يطلع إلا آخر واحد الطائرة، وكان حريصا على الآخرين، والبعض في محاولات المصالحة قالوا له لماذا لا تتسامح في جريمة جامع دار الرئاسة ورد عليهم مباشرة قائلا: «احضروا لي رأس عبدالعزيز عبدالغني والذي استشهد في الموقع، واحضروا لي رجل صادق أبو راس ورجل نعمان بن دويد، متى أرجعتموهم لي وشاهدت عبدالعزيز عبدالغني حيا حينها نفكر في المصالحة»، بصراحة كان مخلصا مع من حوله من أصحابه، وقال إن الملك عبدا لله بادر بإرسال طائرتين، وأعضاء حزب الإصلاح احتفلوا حينها وكبروا في شارع الستين بأنه تم اغتيال علي صالح، والجرحى فوق 200 والشهداء 11 شخصا، والجميع أسعفوا في المملكة التي كان لها دور كبير جدا تشكر عليه.
دخول العبوات الناسفة كيف تم إدخال العبوات الناسفة بكل سهولة إلى جامع دار الرئاسة المحصن بالحراسات؟ مشكلة الرئيس السابق علي صالح في خيانة من حوله، سواء داخل دار الرئاسة ومحاولة اغتياله حينها، أو اغتياله الأخير، جميعها خيانات، تم إدخال أربع عبوات ناسفة من قبل شخص من الحرس الخاص ضابط يسمى عبدالله الطعامي، كان منسقا مع القيادي الإخواني فضل ذيبان، الذي قام بإعداد هذه العبوات في منطقة شملان شمال العاصمة، جهزها وأدخلوها دار الرئاسة عبر سيارة هايلكس تدخل عادة بشكل يومي عشرين مرة وأكثر، هذه السيارة تعرف بالدورية لا تفتش أبدا، كانت تلك العبوات في كيس كبير خاص بصابون كريستال وفوقها صابون كريستال يغطيها، على أساس أنه دعاية من الشركة الموردة، وأدخلت وسلمت في ليلة الخميس لمؤذن الجامع الشيخ محمد الغادر، والذي قام بوضعها في المنبر، وعبوتين أخريين تم تسليمها لشخص يدعى محمد عمر، وهو أيضا من الحرس الخاص، والذي قام بوضعها بجانب خزانات الغاز، طبعا المؤذن قام بالاستئذان في الليل تحت ذريعة أن والده مريض وغادر الجامع، بعد أن وضع العبوات في مواقعها للتفجير، وتم التنسيق بعد ذلك بين فضل ذيبان وشخص يدعى عبدالرحمن الوشاح قتل قبل عام ونصف في أحداث اقتحام الحوثيين صنعاء، كان المطلوب من عبدالرحمن الوشاح إبلاغ فضل ذيبان بوقت إقامة الصلاة، وكان هناك تواصل هاتفيا بين الشخصين وحركات الاتصال تزيد عن ثلاثين اتصالا قمنا بإظهارها من خلال الاتصالات بينهم، في كل مرة يسأل هل أقيمت الصلاة، وفي آخر اتصال قال نعم أقاموا الصلاة، وعلى الفور قام بالاتصال بالعبوة الأولى لأن كل عبوة كانت مرتبطة بهاتف مع فضل ذيبان، وبعد الاتصال على شريحة تبدأ بالرقم 719 وهذه الفئة لم تصرف بعد، ولم يصدر لها تصريح من وزارة الاتصال، بعد الاتصال بالعبوة الأولى تفجرت داخل المسجد، كان بجانب الوشاح ابن أخته شعيب البعجلي فوق سيارة شرق دار الرئاسة، اتصل بهما فضل ذيبان يسأل عما حصل، تم الرد عليه بأن هناك انفجارا كبيرا فقام فضل ذيبان بالرد «الله أكبر» وهلل واتصل بالعبوة الثانية مباشرة ولكنها لم تنفجر لأن العبوة الأولى عند انفجارها بعثرت بالعبوة الثانية داخل المسجد، وبعثرت بالمنبر والمصلين، حيث انفصل سلك التوصيل جراء الانفجار الأول، بينما خبراء المعمل الجنائي يقولون إن تركيب العبوة الثانية كان خاطئا، والعبوة الواحدة تحمل 2800 جرام من المواد المتفجرة وشديدة الانفجار «تي إن تي»، وبعد انفجار العبوة الأولى تطايرت الأخرى، وتفككت موادها، ما أصاب المصلين ومنهم علي صالح، وكذلك خشب المنبر، والذي تطاير بشكل كبير فقطع رأس هذا ورجل ذاك، وتشاهد في جميع المصابين شظايا الخشب لا تزال تحت الجلد، البعض منهم إلى يومنا هذا، طبعا العبوة المتفجرة كانت موضوعة بشكل عكسي، وكانت قوة الانفجار باتجاه الحائط، ولو كانت غير ذلك لكانت قوة الانفجار إلى داخل الجميع وقتلت الجميع، وهناك فتحة حدثت في جانب جدار المسجد، البعض اعتبر ذلك صاروخا بينما هي قوة الانفجار كانت متجهه للجدار، وتطايرت الأحجار إلى خارج المسجد، أيضا لو انفجرت العبوة الأخرى لما نجا أحد من المصلين في الداخل.
الخروج من صنعاء كيف خرجت من صنعاء؟ كنت أفكر في الخروج من صنعاء أنا وأحد أبنائي ولكن بعد مشاهدتي تصرف الحوثيين مع أسرة صالح واقتحام منازل إخواته وأسرته، أخذت كافة أسرتي للخروج معي، كنت بقيت بعد اغتياله أسبوعين في العاصمة صنعاء، ثم أخذت أسرتي واستأجرت سيارة، حيث إن اسمي مسجل ضمن قائمتين مطلوبتين للحوثيين «السياسيون والإعلاميون»، واسمي كان قبل طارق صالح في قائمة السياسيين، ورغم كل الإغراءات عرفت أنه لا أمان لهم، بعد استئجاري لسيارة جيب كبيرة خرجت إلى منطقة تبعد عن صنعاء قرابة 200 كيلو، ووصلت إحدى النقاط الخاضعة لسيطرتهم وسيارة المهربين تنتظرني، ودخلت جبال قيفة حتى وصلت مأرب، سلكنا طرقا لا يمكن أن يسير بها عاقل أنا وزوجتي وابنتي، السيارة لا يتوفر بها كراس، عبارة عن لوح خشبي وداخلها قرابة 18 راكبا، الكرسي الذي جلست عليه عبارة عن حديد لا يوجد أسفنج، ووصلنا مأرب بعد 25 ساعة، وكانت مجازفة، ولكنني خرجت والله بملابسي المعتادة وليس كما يدعي الحوثيون كذبا أنني خرجت بملابس نسائية، كانت لحية بسيطة أبعدت النظارة، وبعد وصولي مأرب اتصل بي بعض الذين كانوا بالنقاط وهربوني، وقالو لي أنت طلعت المسوري محامي علي صالح، ولم أعرف من أعطاهم معلوماتي، في إحدى النقاط قام المفتشون بشتم علي صالح وكنت على أعصابي، وتفاجأت بأطفالي صامتين وحمدت الله أنهم لم يقولوا بابا محامي الرئيس السابق.
حقيقة التواصل مع هادي هل حدث تواصل بين الرئيس السابق علي صالح، والرئيس الجديد عبدربه هادي منصور بعد دخول الحوثيين إلى صنعاء؟ حسب ما أخبرني الرئيس السابق، فإن الرئيس هادي تغير بشكل كبير جدا، وقال لي صالح أنا لم أتواصل مع هادي نهائيا غير مرة واحدة قمت بالاتصال به بعد استلامه السلطة ولم يرد، ولم أتصل به بعدها نهائيا، الرئيس صالح لديه عزة وكبرياء غير عادية، وبتجاهل هادي لذلك الاتصال في عام 2012 توقف الرئيس صالح نهائيا، كانت هناك شخصيات تذهب للرئيس هادي وتعود إلى صالح عبارة عن وساطة، ولكن آخر لقاء بينهما كان يوم تسليم علم الجمهورية للرئيس هادي، وكنت حينها حاضرا مع صالح.
التعرض للاعتداء هل حاول الحوثيون الاعتداء عليك وكيف تصرفت؟ تكررت المحاولات مرارا، وتم إرسال طاقم حوثي إلى منزلي للقبض علي، وأذكر أن العميد طارق صالح هاتفني ذات ليلة وسألني: أين أنت؟ فقلت له: بالبيت، فقال: غادر بسرعة، ولا تنام بالبيت، وأرسل لي سيارتين لنقلي لموقع آخر، وكان الأمر أيضا يشمل كامل الخوداني، حينها أرسل الحوثيون طاقما مكونا من أربع سيارات لمنزلي، ولكنني حينها كنت خرجت ونمت في منزل مجاور لبيت صالح الذي تم قصفه، وفي الصباح استغرب الرئيس السابق، وقال ماذا حصل فأبلغته بأن العميد طارق صالح اتصل بي أمس وقال غادر البيت، وقال لي حينها: لو مسوكم بضر أنت أو كامل الخوداني باحرقهم حرق، هذا قبل عام من اغتياله، كان حينها معنا شخص لا أريد ذكر اسمه، وبالفعل توقفوا وبعدها بقرابة 6 أشهر أرسلوا عصابة لمحاولة اغتيالي بأدوات حديدية صلبة، من خلال مركبتين ودراجة نارية ولكنني هربت، وتعرضت لضرب مبرح، منه ضربتان في العينين، وانهالوا ضربا علي عبر تلك العصي الحديدية، وآثارها لا تزال باقية.
صحة حكم الإعدام ما صحة إصدار الحوثيين قرارا يقضي بإعدام الرئيس هادي وكيف تم تعطيله؟ هنا شهادة للتاريخ وأنا كنت مترافعا في تلك القضية، كنت حينها مسافرا خارج اليمن في تلك الفترة، كنت أذهب إلى جنيف ومواقع أخرى، وبعد العودة من الخارج، وجدت أن هناك قضية قد رفعت إلى المحكمة، ضد هادي وسبعة الأشخاص الذين حضروا قمة شرم الشيخ في مصر، عندما طلب هادي استمرار عاصفة الحزم، في أول خطاب له بعد انطلاق عاصفة الحزم، أحيل هؤلاء بتهمة الخيانة الكبرى وبجرائم أسموها جرائم عام كامل، وقدموا للمحاكمة، وكان هناك إجماع وضغط كبير بإصدار حكم الإعدام ضد هادي، وكلفني الرئيس السابق علي صالح بمتابعة القضية بصفته أحد الضحايا لأن بيته تعرض للقصف وأنا محاميه، لأن المحكمة رفضت قبول أي شخص يترافع في القضية، إلا إذا كان لديه قتيل أما من تضررت منازله وممتلكاته فليذهب إلى القضاء المدني، وبالتالي حضوري عن علي صالح كان حضورا شكليا، كان الحوثيون حينها حريصين على إصدار حكم الإعدام سريعا على هادي، الرئيس علي صالح وأنا موجود وكذلك عارف الزوكا، وصالح الصماد الذي قتل مؤخرا كان موجودا، اجتمعنا في الليل وقال توقفوا واتركوا هذه القضية سلاح، نلوح به ونهدد، لو حكمتم على هادي أو أي شخص آخر سوف تقطعون عملية التواصل، وهناك مساع للحل، كان يدعو للسلام، تم الاتفاق ليلا على إيقاف الحكم، في الصباح وأنا في طريقي إلى المحكمة إلى مقر اللجنة الدائمة، الساعة التاسعة صباحا التقيت بالأمين العام عارف الزوكا وسألته الرأي الأخير، وقال لي في اجتماع الليل أبلغنا الصماد بألا يحكموا على أحد بالإعدام، اتركوها سنة سنتين اتركوها سلاح معلق، اتجهت للمحكمة وكان هناك إجراء بسيط، يريد القاضي أن يستوفيه، لكي يصدر حكم الإعدام فورا، كان هذا الإجراء متوقفا على حضور المحامين الذين نصبتهم المحكمة في القضية، وهم محامون أعزاء من حزب الإصلاح، وللأمانة يتعرضون للتهديد والبعض منهم حبس، قمت بالاتصال بأكبرهم وسألته أين أنت لأنني كنت قبلها عند رئيس المحكمة وأصر على حجز الحكم، فقال لي أنا في شارع السبعين «يبعد 4 كيلو عن المحكمة»، قلت له لا تحضر المحكمة، حضورك سيجعل القاضي يحجز القضية للحكم ويحكم، قلت له لا تحضر نهائيا، فرد علي زميلي في المحكمة، فأبلغته بانني سوف أكلمه بأن لا يحضر لقاعة القاضي، وبالفعل بحثت عن المحامي الأخر بالمحكمة، وقلت له اخرج من هنا بسرعة، وهؤلاء المحامون موجودون وسأفتح لكم خطأ إن رغبتم التأكد من صحة أقوالي، ولكنهم حضروا للأسف الشديد ولم يسمعوا كلامي، وأنا متألم، وبذلك حجز القاضي القضية وحكم بالإعدام، وخرجت كان الوقت متأخرا، ونشروا حينها عنه بإعلامهم، وفي صباح اليوم التالي ذهبت للرئيس السابق علي صالح، وقال لي طابت نفسك حكموا إعدام، فأبلغته بكل ما حدث، وقال لي بالكلمة الواحدة: مشوا كلامهم هؤلاء الحوثيين أغبياء، ولا يفهمون هؤلاء أدوات حرب وليس سلم، وبالفعل كان متألما ومنزعجا من حكم الإعدام على هادي، بالرغم من أنه زعلان من هادي ولكن لا يريد أن يقطع شعرة معاوية لمصلحة اليمن.
من أوراق المسوري - تخرج من كلية الشريعة والقانون عام 1996 - التحق بمهنة المحاماة حتى وصل لمنصب أمين عام نقابة المحامين - أسس مع محمد البكولي مؤسسة البيت القانوني، وعملا في محافل دولية بالذات بعد أحداث الربيع العربي في 2011 - بعد أحداث جريمة اغتيال الرئيس السابق علي صالح من جانب العصابات الحوثية الإيرانية، تم ملاحقته ومطاردته من جانب تلك العصابات - اضطر لمغادرة اليمن وشكل فريق اليمن الدولي للسلام من أكاديميين وحقوقيين ومحامين وناشطين ومهتمين