في نفس المكان الذي شهد واحدة من أكبر الإصلاحات في المملكة، وأوقف فيه المئات من المشتبه بتورطهم في قضايا فساد، احتضن فندق Ritz-Carlton الشهير في مدينة الرياض حدثا فريدا من نوعه يقام للمرة الأولى في المملكة تمثل في «أسبوع الموضة العربي»، واشتمل على عروض أزياء يقتصر الحضور فيها على النساء فقط. منع التصوير كان «أسبوع الموضة العربي» ينظم في دبي، لكنه بات يقام الآن في الرياض، وشهدت الفعالية التي بدأت الثلاثاء الماضي وانتهت مساء أول من أمس غيابا لكافة المصورين وبحضور النساء فقط. وشارك في الفعالية مصممون أجانب من أمثال الفرنسي جان بول غوتييه والإيطالي روبرتو كافالي إلى جانب مصممين محليين مثل السعودية أروى البناوي التي تلقى تصاميمها رواجا في المنطقة، وهي تقدم مجموعة تحمل اسم «سوتبل ومان». الارتقاء بصناعة الأزياء محليا قالت الرئيسة الفخرية للحدث الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود لوكالة «فرانس برس» الفرنسية إن ثمة اهتماما بالموضة في المملكة، مشددة على أن مجلس الموضة بالمملكة يسعى إلى الارتقاء بصناعة الأزياء في السعودية إلى مستوى غير مسبوق. ومن المقرر إقامة هذا الحدث مرة ثانية في أكتوبر المقبل في حين ستستضيف دبي نسختها من «أسبوع الموضة العربي» بين التاسع من مايو والثاني عشر منه. ويعتبر أسبوع الموضة العربية من الأحداث التي تم إدراجها ضمن الأسابيع العالمية للأزياء إلى جانب باريس وميلان، وستستكمل العروض الخاصة به في دبي بعد انتهاء التجربة الخاصة به في السعودية. عارضات من روسيا وأوروبا الشرقية وصف موقع الراديو الوطني الأميركي الحدث ب«فرصة ترفيه جديدة» في السعودية، وقالت المراسلة الأميركية إلى الحفل جاكي نورثام إن كواليس العروض كانت مكتظة، وجهزت الماكيرات ومصففات العارضات ومعظمهن من روسيا وأوروبا الشرقية، كما أجرى المصممون والمصممات تعديلاتهم في آخر لحظة على تصاميمهم. وأضافت نورثام في تقريرها إن السعوديات لديهن أذواق باهظة، ويحبون الكثير من التفاصيل الخاصة عن ملابسهن، كما أنهن يحبون النمط الأوروبي، ويفضلن الظهور مثل النساء الأوروبيات. «إنهن يحبون التشطيب المصنوع يدويا، واللباس الخاص، ولا يحبون أن يظهرن مثل الآخرين». 1500 ريال سعر تذكرة الحضور قالت مراسلة الراديو الوطني الأميركي إن سعر تذكرة الحضور في ليالي أسبوع الموضة العربي بالرياض كانت مرتفعة بعض الشيء فقد بلغت 400 دولار (1500 ريال)، وربما كان هذا السبب وراء عدم إعلان اللجنة المنظمة لأرقام الحضور، فقد كانت العديد من المقاعد فارغة. أما بالنسبة للمصممين والمصممات فكان أغلبهم من أوروبا والشرق الأوسط إلى جانب البعض من البرازيل والولايات المتحدة. كان هناك الكثير من المصممين والمصممات من السعودية، ومنهم المصممة أروى البناوي. وقالت أروى إن تصميماتها تبعث برسالة قوية حول تمكين المرأة في الوقت الذي ترفع فيه المملكة قيودا صارمة على قيادة النساء والوظائف العاملة. وأضافت «من المنطقي أن يكون هناك أسبوع الموضة في السعودية الآن بسبب كل التغييرات التي تحدث حاليا، إنها بالتأكيد مصدر إلهام بالنسبة لي لأن النساء يردن الآن أن يصبحن مستقلات، إنهن يعملن». وتابعت «كمصممة، أريد أن تكون الحياة أسهل بالنسبة لامرأة مستقلة تتنقل بين حياتها وعائلتها وذهابها إلى العمل». مركز إقليمي للأزياء تحدث موقع الراديو الوطني الأميركي عن المناسبة بالقول إن هناك طموحات بأن تكون الرياض مركزا إقليميا للأزياء، فحتى قبل عامين، كان من غير المستغرب أن تستضيف السعودية هذا النوع من المناسبات. إلى جانب التحركات الأخرى مثل السماح بالأفلام والأوبرا، وهناك تحركات حكومية تحاول جعل المملكة مكانا أكثر ترحيبا للأعمال والترفيه. وتطرق التقرير إلى فندق «ريتز كارلتون» الذي احتجز فيه أكثر من 200 شخص بتهم تتعلق بالفساد، وفي نفس المكان يقام أسبوع الموضة.