تستضيف العاصمة السعودية أواخر آذار (مارس) المقبل، أسبوع الموضة العربي على مدار ستة أيام، في حدث هو الأول من نوعه، والذي يتوقع أن يستقطب أبرز المصممين والمصممات العرب، وفقاً لمجلس الموضة العربي. وقال المجلس، الذي افتتح مكتبا إقليمياً في الرياض في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وعُين الأميرة نورا بنت فيصل رئيساً شرفيا للمكتب، في بيان صحافي: «إن أول أسبوع موضة عربي يقام في الرياض لن يكون فقط مجرد حدث عالمي، لكنه سيكون محركاً لقطاع الموضة، لأن يقود قطاعات اقتصادية أخرى مثل السياحة، والضيافة، والسفر، والتجارة نحو مزيد من التقدم». ويشكل أسبوع الموضة العربي المنصة الوحيدة عالمياً لعرض تصاميم «الكوتور الجاهزة» (ريدي كوتور)، وهو نمط من الأزياء قدمه المجلس للمرة الأولى العام 2014، ويضم المجلس ممثلين عن الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ويجمع هذا النمط التصميمي بين الأزياء الجاهزة والأزياء الراقية، ويركز على ملابس مصممة ومنفذة بمعايير الأزياء الراقية على أن تتوافر في الأسواق وبمقاسات مختلفة، ولاقى ذلك رواجا لدى السيدات العربيات الباحثات عن التأنق بشكل يومي. وتعد استضافة الرياض لهذا الأسبوع، حدثاً بارزاً في العاصمة السعودية، التي تسعى إلى تعزيز مكانتها عاصمة للانفتاح، ونيل حصتها من هذا السوق، ففيما يقدر حجم سوق صناعة الأزياء في العالم بحوالى 700 بليون دولار، وتستحوذ دول الخليج على 12 بليون دولار من حجم صناعة الأزياء، فيما لا يقل عن خمسة بلايين ريال في المملكة، ينفق السعوديون 10 في المئة من موازنتهم على الأزياء. وإذا كانت الرياض تستضيف هذا الحدث للمرة الأولى، فإن السعوديين والسعوديات لم يغبن عنه في نسخته السابقة، إذ خطفت مصممات سعوديات الأضواء في أسابيع الموضة في نسخته السابقة، وضمت المصممة سوسن فرهود وابنتها لين الشيشكلي مجموعة من التشكيلات المفعمة بالألوان والتطريزات.وتخلط مجموعتهما بين قماش الجينز ومواد أخرى كثيرة. فثمة قمصان وسراويل وسترات وفساتين مصنوعة من الجينز ارتدتها العارضات، مع مشالح ملونة خفيفة أو تنانير. وكانت تصاميمهما غير الرسمية الطابع على طرف نقيض من ملابس المصممة السعودية الأخرى أروى العماري، والتي تمزج تصاميمها بين الفخامة والأناقة والفن. وزينت تصاميمها الأنيقة بأوراق شجر وزهور وطيور كبيرة، فيما قالت عن ماركتها «ارام» التي أطلقتها العام 2013: «أنا أحب الفنون لذا أطلقت مجموعة مستوحاة من الفن». وأضافت المصممة التي درست في بريطانيا: «مجموعتي الحالية مستوحاة من الطبيعة الاستوائية، فهناك الألوان والأشكال مثل الطيور والأزهار، وحتى العظايات». وتستخدم العماري تصاميمها بأقمشة مختلفة، مثل: الجاكار والتول والدانتيل، وقالت: «عندما أنجز التصاميم آخذ في الحسبان أن تكون عالمية، وفي الوقت نفسه مناسبة للمنطقة، لأن لدينا ذوقاً معيناً للسيدة العربية». وتابعت: «أنا محافظة في ملبسي. حتى في المناسبات الخاصة أفضل الأكمام الطويلة، لأني أشعر أنها أكثر أناقة». ويستعد مصممون ومصممات سعوديون لهذا الحدث، إذ قالت المصممة فاطمة شويمان ل«الحياة»: «إن هذا الحدث هو فرصة كبيرة لإظهار ثقافة السعودية للعالم، لأن الأزياء هي إحدى أهم الثقافات التي تكشف تاريخ وحضارة البلدان، وهذه فرصة لجميع المصممين في إبراز حضارة السعودية وإيصال هذه الصورة للعالم، وتعريف عالم الأزياء في كل مكان بمكانة المملكة تاريخياً والتعريف بعمق حضارتها وتعددها». وتعكف شويمان، حالياً على إعداد منهج متكامل عن الأزياء في المملكة، والتعريف في تراث مدنها وعمل تصاميم تجمع بين التراثي والحديث حتى لا يندثر، وتعمل على تدريسه منهج في الجامعة. فيما ذكرت مصممة المجوهرات تسنيم عشقي أن هذه المناسبات يقصدها محبو الموضة من كل مكان، ويجتمع فيها المحترف والهاوي، وهي تساعد المصمم على الإلهام والابتكار، لذا فهي «مهمة عالمياً وتقام في أهم مواطن الموضة في العالم». بدوره، أوضح مصمم الأزياء ريان قريشي أن هذه المهرجانات والأسابيع تقام إما في نهاية فصل أو بداية فصل لعرض التصاميم الجديدة، ويسهم في إبراز الأسماء للعالم واستعراض فكر الأزياء المحلي أيضاً، وفرصة قيّمة لالتقاء المصممين واكتساب الخبرات بينهم، وسيؤثر في الاقتصاد، لأن هناك دولاً كبرى تقوم على الموضة وهذا أحد الاهتمامات العالمية الذي لا يقتصر على طبقة محددة، بل لجميع الطبقات بما يتناسب مع إمكاناتها.