أعادت أزمة العميل الروسي المزدوج سيرجي سكربيال "66 عاما"، الذي تم الاعتداء عليه وعلى ابنته بغاز الأعصاب في بريطانيا، أجواء الحرب الباردة، خاصة بعد البيان المشترك الذي أصدرته لندن وبرلين وباريس وواشنطن، أمس، وحمّلت فيه روسيا مسؤولية تسميم العميل الروسي، وطلبت من موسكو تقديم كل المعلومات حول البرنامج الكيميائي نوفيتشوك. أعادت أزمة العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال (66 عاما) الذي تم الاعتداء عليه وعلى ابنته يوليا (33 عاما) بغاز الأعصاب في بريطانيا ويرقدان في حالة حرجة، أجواء الحرب الباردة، خاصة بعد طرد بريطانيا 23 دبلوماسيا روسيا أول من أمس، والبيان المشترك الذي أصدرته لندن وبرلين وباريس وواشنطن، أمس وحملت فيه روسيا مسؤولية تسميم العميل الروسي السابق، وطلبت من موسكو تقديم كل المعلومات «حول البرنامج الكيميائي نوفيتشوك، وإعلان وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون أمس بأن بلاده ستستثمر 48 مليون جنيه إسترليني في مركز جديد للحرب الكيماوية. تأييد فرنسي أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس في بيان أنها تؤيد استنتاج لندن حول مسؤولية موسكو في قضية تسميم الجاسوس الروسي الأسبق في المملكة المتحدة. وأضافت أن الرئيس إيمانويل ماكرون الذي أجرى محادثات جديدة صباح أمس مع رئيسة الحكومة البريطاني تيريزا ماي يعتبر أنه «لا تفسير منطقيا آخر للاعتداء سوى أنه عمل من روسيا». وتابع بيان الرئاسة «منذ مطلع الأسبوع، أطلعت المملكة المتحدةفرنسا على الأدلة التي جمعها المحققون البريطانيون والعناصر التي تثبت مسؤولية روسيا عن الهجوم، وفرنسا تؤيد استنتاج المملكة المتحدة بأنه لا تفسير منطقيا آخر، وتعبر من جديد عن تضامنها مع حليفتها». وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس أنه سيعلن في الأيام المقبلة الإجراءات التي ينوي اتخاذها في قضية العميل الروسي المزدوج. وقال ماكرون خلال زيارة إلى وسط فرنسا «سأعلن في الأيام المقبلة الإجراءات التي ننوي اتخاذها». ودان الرئيس الفرنسي «بأكبر قدر ممكن من الحزم» هذا الهجوم، موضحا أن «كل شيء يحمل على الاعتقاد بأنه يمكن أن ينسب إلى روسيا». مركز للحرب الكيماوية قال وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون بأن بلاده ستستثمر 48 مليون جنيه إسترليني (67 مليون دولار) في مركز جديد للحرب الكيماوية تابع للوزارة مقره مختبر البحوث العسكرية في بورتون داون. وكانت واشنطن قد حذرت من مغبة عدم معاقبة موسكو بقضية تسميم العميل الروسي السابق في بريطانيا وابنته، وقالت مندوبة واشنطن نيكي هيلي، في كلمة أول من أمس، بمجلس الأمن خلال جلسة طارئة لبحث الأمر، إن روسيا هي المسؤولة عن محاولة قتل ضابط المخابرات الروسي المتقاعد وابنته. بيان مشترك اعتبرت لندن وبرلين وباريس وواشنطن أمس في بيان مشترك، أن مسؤولية روسيا هي التفسير الوحيد «المعقول» لتسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال في بريطانيا، وطلبت من موسكو تقديم «كل المعلومات» حول البرنامج الكيميائي نوفيتشوك. وقالت العواصم الأربع في بيان نشرته الحكومة البريطانية «ندعو روسيا إلى الرد على كل الأسئلة المرتبطة» بهذه القضية. إنكار روسي قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، إن موسكو ستطرد دبلوماسيين بريطانيين قريبا ردا على قرار لندن طرد 23 دبلوماسيا روسيا فيما يتصل بتسميم جاسوس سابق في جنوبإنجلترا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف قوله لدى سؤاله عما إذا كانت موسكو مستعدة لطرد دبلوماسيين بريطانيين «بالقطع، قريبا». وقال لافروف إن مزاعم بريطانيا بتورط روسيا في الهجوم غير مقبولة، مشيرا إلى أنه يأمل في تعافي العميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال حتى يتمكن من المساعدة في توضيح ما حدث. وندد الكرملين أمس بموقف لندن بعد إعلانها عن عقوبات ضد روسيا مرتبطة بقضية تسميم العميل الروسي في إنجلترا، وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «موقف الجانب البريطاني يبدو لنا غير مسؤول على الإطلاق». وأضاف أن رد الرئيس فلاديمير بوتين سيصدر قريبا، وسيقوم بالخيار «الأفضل لمصالح روسيا». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس إن «سلوك بريطانيا فيما يتعلق بالخلاف مع روسيا يظهر أن لدى لندن أمرا تخفيه»، وكتبت زاخاروفا في صفحتها على فيسبوك «لندن لديها ما تخفيه. الشركاء متوترون». عودة الحرب الباردة زادت العقوبات البريطانية ردا على تسميم الجاسوس الروسي من الانطباع بالعودة إلى أجواء الحرب الباردة منذ عودة بوتين إلى الكرملين في 2012، وذلك على خلفية النزاع السوري والأزمة الأوكرانية والاتهامات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة. واختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حملته الانتخابية المحدودة بزيارة إلى شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي سيقام فيها اقتراع رئاسي روسي للمرة الأولى الأحد بعد 4 أعوام تماما على ضمها إلى روسيا. ولا يشوب الانتخابات أي غموض، فالاستطلاع الأخير لمعهد «في تي اس يوم» الحكومي كشف أن بوتين حصل على 69 % من نوايا التصويت، وجاء في المرتبة الثانية مرشح الحزب الشيوعي بافل غرودينين (7-8 %)، والثالث المرشح القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي (5-6 %)، بينما نتيجة المرشحين الخمسة الباقين هامشية. انعكاسات رياضية ذكرت تقارير وأنباء إعلامية أن تهديد بريطانيا مقاطعة كأس العالم لكرة القدم 2018 بسبب تسميم جاسوس روسي سابق في إنجلترا، سيلحق الضرر بالعلاقات مع موسكو، وسيؤثر على الرياضة العالمية. أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عدم حضور أي فرد من العائلة المالكة أو وزراء لمباريات كأس العالم لكرة القدم في روسيا الصيف المقبل، وقالت ماي أمام النواب البريطانيين في معرض إعلانها تعليق العلاقات الثنائية بين لندنوموسكو «لن يكون هناك حضور من قبل وزراء أو بالطبع أفراد من العائلة المالكة خلال كأس العالم هذا الصيف في روسيا». ويؤكد الاتحاد الدولي لكرة القدم مرارا وتكرارا أنه لا علاقة بالخلافات الدبلوماسية والسياسية بمنافسات اللعبة الشعبية الأولى في العالم تحديد، ولا في المنافسات الرياضية، وأن أي منتخب ينسحب سيكون عرضة للعقوبات. وتؤدي مقاطعة المونديال -إن حدثت- إلى حرمان إنجلترا من المشاركة بمونديال 2022، وفقا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» التي تنص على إلزام مشاركة المنتخبات في كل مباريات البطولة حتى الخروج منها، أو التعرض للحرمان في البطولة التي تليها، وسيواجه الاتحاد الإنجليزي عقوبات من فيفا بالمنع البطولات المستقبلية، كما حدث مع الاتحاد الأولمبي البريطاني في عام 1980. رئيسة وزراء بريطانيا تؤكد عدم حضور أي من أفراد العائلة المالكة والوزراء للمونديال الاتحاد الدولي لكرة القدم يؤكد فصل الرياضة عن السياسة الحرمان من مونديال 2022 مصير إنجلترا في حال الانسحاب 1980 انسحب المنتخب البريطاني الأولمبي من أولمبياد موسكو أولمبي إنجلترا اُستبعد من أولمبياد 1984 بأميركا