توقعت مصادر وثيقة الاطلاع أن تتم الإطاحة قريبا برئيس ما يسمى المجلس السياسي في اليمن صالح الصماد، بعد تهميش قراراته وإهمالها وإيقاف سريانها، لخلافه مع عبدالكريم أمير الدين الحوثي عم عبدالملك الحوثي. ودأب عبدالكريم على تشويه صورة الصماد لدى كل القيادات الحوثية، خصوصاً بعد إقدام الأخير على إصدار قرار يقضي بتعيين شخصية مقربة منه بديلة لنائب المدير التنفيذي لشركة النفط والغاز محمد شرف المطهر، رجل عبدالكريم الحوثي. وكان الحوثي قد اتصل بالصماد عقب قرار إقالة المطهر، طالبا إعادة هذا الأخير إلى منصبه خلال 24 ساعة، لكنه لم يجد أذنا صاغيا، مما أدى إلى تفجير الموقف بين الطرفين، وأوصله إلى حد تهديد الحوثي بالإطاحة بالصماد وإعادته إلى عمله السابق في تجارة القات. تصاعدت الخلافات بين رئيس ما يسمى المجلس السياسي صالح الصماد، وعدد من الوزراء والقيادات الحوثية المقربة من عبدالملك الحوثي. وكشف مصدر مقرب من المجلس السياسي ل«الوطن» أن توجيهات صالح الصماد أصبحت غير مهمة ولا ينظر إليها، وأصبحت قراراته غير سارية لأي جهة في صنعاء. مخطط لإسقاط الصماد قال المصدر إن «عبدالكريم أمير الدين الحوثي عم عبدالملك الحوثي رفض الانصياع لأي توجيهات من صالح الصماد، وعمل على تشويه سمعته بين كل القيادات والمقربين منه». وكشف عن «وجود مخطط كبير لإسقاط صالح الصماد، مؤكدا أنه سيسقط قريبا من منصبه ما لم يتم تنفيذ عملية تجاهه، خاصة أن أغلب القيادات الكبيرة تنحاز لموقف عبدالكريم الحوثي، إضافة إلى توافق الموقف مع ما يسمى رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي». وأضاف أن «هناك تظاهرا بأن العلاقات طيبة والأمور تسير على ما يرام بين الطرفين، ولكن الحقيقة والواقع خلاف ذلك، فالخلافات كبيرة والتحديات والتهديدات قائمة، خاصة أن صالح الصماد أصدر قرارا مؤخرا يقضي بإقالة نائب المدير التنفيذي لشركة النفط والغاز محمد شرف المطهر، رجل عبدالكريم الحوثي، وتعيين شخص يدعى القديمي مقرب من صالح الصماد». مواجهة أوضح المصدر أن «عبدالكريم الحوثي هو من قام بتعيين محمد شرف في وقت سابق، وبواسطته سيطر على الكثير من الأموال من الوزارة والمكاتب التابعة لها، والجمعيات والمؤسسات المختلفة، وكان يمرر أي شيء يريده عبدالكريم الحوثي، وحين صدر قرار إقالة الصماد لمطهر قام بالاتصال الهاتفي مباشرة بعبدالكريم الحوثي وإشعاره بقرار الإقالة دون معرفة السبب، وعلى الفور اتصل عبدالكريم الحوثي بصالح الصماد مرارا إلا أنه لم يرد، وبعد محاولات متعددة رد الصماد على اتصالات الحوثي، والذي سأله عن أسباب إعفاء مطهر من منصبه، فأبلغه بضرورة التغيير، ووجود تقارير تكشف فساد مطهر، فأصر الحوثي على إعادته خلال 24 ساعة، إلا أن الصماد أصر على موقفه». وأضاف المصدر، أن «مطهر توجه مباشرة إلى منزل عبدالكريم الحوثي، فأبلغه الحوثي أنه تواصل مع الصماد، ومنحه فرصة يومين لإعادته إلى منصبه، وبعد انتهاء المهلة لم يحدث أي جديد، فقام الحوثي بزيارة الصماد محاولا إقناعه بالتراجع عن قرار إعفاء مطهر، فأخبره الصماد بأن القرار صدر وانتهى الأمر، فقال له عبدالكريم الحوثي، فهدد عبدالكريم الحوثي قبل خروجه بأن مصير صالح الصماد سيكون إسقاطه من منصبه، وإعادته لعمله السابق في تجارة القات». اتساع الخلافات بين المصدر أن «الخلافات تتسع يوما بعد يوم بين رئيس المجلس وعدد من الوزراء والقيادات الحوثية البارزة، وأصبح موقف الصماد مهزوزا وضعيفا، وفي أحيان كثيرة لا يجد مجيبا لدعواته واجتماعاته، وهو حاليا في خلافات كبيرة مع أغلب القيادات، فيما أصبحت هناك مخططات تحاك ضده، ومطالبات بإسقاطه». وأوضح أن «قرار الصماد ليس هدفه محاربة الفساد، فهو يعلم أن كل الوزراء فاسدون، ويسرقون ويعبثون بكل شيء، ولكن الهدف تعيين شخص مقرب من الصماد في موقع يمكن الاستثمار منه بشكل سريع، خاصة أن ذلك الموقع الذي أعفي منه مطهر نقطة التقاء للعديد من المؤسسات والجمعيات التي تصل إليها موارد مالية كبيرة».