أجمع مراقبون على أن الدوحة تستنسخ مظلومية طهران بعدما تبنت التحريض والفتنة، مشيرين إلى أن قطر تستخدم في مظلوميتها خطابات متناقضة لتقليل الضغوط الدولية عليها بعد تورطها في دعم الإرهاب. خطابات قطر المتناقضة تشتكي من التحريض ضدها رغم تحريضها ضد الأشقاء تؤكد أنها مزدهرة داخليا وتزعم في الخارج أنها محاصرة تتهم الدول الأربع بافتعال أزمة وتتمسك بدعم الإرهاب
على خطى طهران التي تتمسك بالمظلومية على الرغم من أنها تعيث فساداً في كل مكان، جاءت السياسة القطرية التي عكستها خطابات المسؤولين القطريين متناقضة مسوقة المظلومية في تعاطيها مع الخارج، ومحرضة ومدعية للقوة والسيطرة في تعاطيها مع الداخل. وعلى غرار الخطاب الأول لأمير قطر في أول ظهور له بعد الأزمة مع الدول العربية الداعية إلى مكافحة الإرهاب في 21 يوليو الماضي، جاء خطاب وزير خارجيته محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مجلس حقوق الإنسان أخيرا، حيث تماثلا بالتناقض وادعاء المظلومية من جهة، ومحاولة إظهار القوة من جهة أخرى.
اللعب على وتر المظلومية قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بالقاهرة، مستشار مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الدكتور جمال عبدالجواد ل «الوطن» إن «محاولة اللعب على وتر المظلومية رغم الوجه المرتبك لا تناسب حكومة قطر، فهي محاولة فاشلة لتحقيق أهداف متناقضة، منها تقليل الضغوط الدولية المنصبة عليها، وإقناع الأطراف الدولية بأنها تتعرض لمعاملة غير عادلة من جيران ضد حقوق الإنسان». وأضاف أن «حكومة قطر تحاول وضع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تحت ضغط دولي، وتكرر هذه المحاولات، وجميعها باءت بالفشل»، مطالباً بأن يعي الجانب الآخر، وهو الشعب القطري، كيف أصبحت دولته في عزلة تامة عن أشقائها في دول مجلس التعاون، وحقيقة التراجع الاقتصادي الذي تعاني منه، والذي سيؤثر عليه مستقبلا. تضليل الشعب القطري أوضح عبدالجواد أن «تنظيم الحمدين وضع الشعب القطري في تضليل تام كي يقلل من الضغط الشعبي عليه، وذلك من خلال الخطابات الداخلية الرنانة، والتي تعكس التخبط السياسي، وتعكس عدم استقامة السياسة القطرية». وأضاف: أنه «بمرور الوقت لن تستطيع الحكومة القطرية أن تضلل شعبها أكثر، وعندها ستكون في مواجهة مباشرة معه، بعد أن يتبين له بأن هناك أزمة داخلية في بلده، بعد انكشاف أمرها كداعم رئيسي للإرهاب». حق سيادي لدول المجلس يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة أن «خطابات الحكومة القطرية ذات صيغة المظلومية والموجهة للخارج، لم تحقق أي مكاسب لها على الإطلاق، وأقصى ما عاد عليها منها أن بعض الدول الغربية عرضت قيادة وساطة ما بين قطر ودول المجلس، إلا أن دول المجلس تنظر إلى أن الأزمة كمجرد أزمة خليجية صغيرة، وليست قضية رئيسية بأي معنى، وأن لدول المجلس الحق في ممارسة حقها السيادي في حفظ أمنها واستقرارها». التحريض بضاعة قطرية أكد رئيس مركز جلفار للدراسات والبحوث أحمد الشحي أن «قطر اليوم تشتكي على لسان وزير خارجيتها من التحريض ضدها، وهي شكوى عجيبة، فهي التي حرضت ضد الدول، وأثارت الفتن الداخلية، وشقت الصفوف، وسخرت الأقلام والأبواق للتأليب على الجيران والأشقاء صباح مساء، وليل نهار، بتحريض سافر، وألسنة حداد». وأشار إلى أن «التحريض بضاعة قطرية بامتياز، فهي من صنعته وأنتجته وروجته، وهذه بضاعتها ردت إليها، فعلام الشكوى، وإذا كانت قطر اليوم تشتكي من التحريض، أفلم يكن يحق لغيرها أن يشتكي آلاف المرات من تحريضها؟ وهل يجوز لها ما لا يجوز لغيرها؟». وأبان الشحي أن «قطر لم تتحمل أياما قليلة من موجة الغضب العارم من أفعالها المشينة، أفلا تراجع نفسها وتتساءل: كيف تحملت الدول سنين وسنين تحريضها، وصبرت على كيدها ومكرها».
5 تناقضات في الخطابات القطرية تبني المظلومية في الخطاب الموجه للخارج، بينما يقدم الخطاب الموجه للشعب القطري القوة والسيطرة تشتكي من التحريض ضدها، رغم أنها حرضت ضد الدول، وأثارت الفتن الداخلية تتهم الدول الأربع بافتعال الأزمة لأهداف خاصة في حين أن سبب الأزمة دعمها للإرهاب. توحي إلى الشعب القطري بأنها مستقرة، وفي الخطاب الموجه للخارج تقول إنها تتعرض ل «حصار» اقتصادي تشكو من مقاطعة الدول الأربع، بينما لدول المجلس الحق في الحفاظ أمنها واستقرارها أبرز الخطابات المتناقضة لتنظيم الحمدين ألقى تميم بن حمد آل ثاني في 21 /7 / 2017 خطابا حول الوضع الحالي والتوجهات المستقبلية لدولة قطر في ظل الأزمة الخليجية. خطاب أمير قطر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة 72، في 19 / 9 / 2017، والذي اعتبر فيه المقاطعة الخليجية حصاراً لقطر، وأنها غدرت بها ولم تتراجع عن جريمتها وتسعى للتأثير الاقتصادي والاجتماعي ضد قطر. خطاب تميم بن حمد آل ثاني في مؤتمر ميونخ للأمن في 16 /2/ 2018 أكد فيه حرص قطر على التعاون مع المجتمع الدولي للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، معتبراً أن الأزمة الخليجية افتعلتها الدول الأربع لأهداف خاصة.