صالح التويجرى نشرت صحيفة الوطن مقالا للأخ محمد العتيبي في 25 جماد الأولى 1439 بعنوان (إغلاق المحلات ووجوب الجماعة في المسجد)، تحدث فيه عن موضوع إغلاق المحلات والأنشطة التجارية أوقات الصلوات. فمما قاله: أرى أن إغلاقها هو احترام لهذه الشعيرة، ونوع من الإعانة على الخير لدفع الناس إلى إقامة الجماعة في المساجد، ويكفي أهمية صلاة الجماعة ووجوب إقامتها في المسجد أنها ذُكرت في القرآن في عدة مواضع، وفي عدة أحاديث من السنة النبوية، فقد قال عز وجل: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه..) وقوله: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله..)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر)، ولقوله صلى الله عليه وسلم للأعمى (هل تسمع النداء بالصلاة)، قال: نعم، قال: (فأجب). وقال: أرى أن تستثنى الصيدليات ومحطات الوقود دون إغلاق أوقات الصلوات..إلخ، حقيقة أن إغلاق المحلات التجارية والخدمية أوقات الصلوات أمر لا بد منه لأن المصلحة تتعدى أهل الحاجة لتلك المهن، واليوم الصيدليات أصبحت تضايق المهن الأخرى في كل شارع من كثرتها، فهل يروق لنا أن نرى طوابير أهل الحاجات لدى الصيدليات أو طوابير المركبات أمام المحطات بعد السماع بحي على الصلاة وحي على الفلاح، وشريعة الله جعلت الصلاة راحة للعاملين إذ قال رسول الهدى في الحديث الصحيح (أرحنا بها يا بلال)، فإن لم تكن راحة جسدية فلتكن راحة معنوية ونفسية، ومن ثم ألا يستحق الصيدلي أو عامل المحطة الذي جل وقته يقضيه واقفا على رجليه، ألا يستحق أن نقول له قد أراحك هذا الصحابي الجليل بأمر نبيه صلى الله ليه وسلم، فخذ نصيبك من الراحة بعد عناء الساعات، ومن ثم فما الوقت الذي سيضيع على صاحب الحاجة، فالصلاة غالبا لا تستوفي 15 دقيقة، وما الذي سيفوت عليه، فالمريض لن يكون سبب موته أو زيادة في ألمه تأخر حصوله على العلاج من الصيدلية تلك الدقائق، وصاحب المركبة الذي يجوب الشوارع واحدا تلو الآخر لمجرد تمضية الوقت فها هو يسعى لقضاء الوقت ربما ساعات فهل يضيره لو توقف 15 دقيقة لأداء العبادة ذات الشأن الرفيع، ألا يجب أن نعين هؤلاء على أنفسهم. وأخيرا وهو المهم الصلاة ثاني أركان الإسلام، ألا تستحق التعظيم والإجلال، ألا يجب أن تكون لها هيبة عند الآخرين سواء أصحاب الأديان الأخرى أو عند غير المهتمين بها وبجماعتها تلك الفريضة العظيمة، وحينما تكون داخل إحدى الأسواق وتسمع حي على الصلاة حي على الفلاح وترى أصحاب المعارض هذا يسحب الباب ليقفله وذاك يغطي معروضاته بقطعة من القماش، والكل يتجه إلى بيت الله لأداء تلك الشعيرة الوحيدة التي يحس من خلالها المسلم بالعظمة والاحترام وهو يردد قوله سبحانه (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) أو يسمع قوله صلى الله عليه وسلم (هل تسمع النداء بالصلاة). يجب أن ندعو إلى ما فيه الخير والفلاح، ولا ندعو إلى ما فيه الانفلات والتهاون بثاني أركان الإسلام.