ضربت عاصفة ترابية مدينة الرياض أمس، وحوّلت سماءها إلى اللون البرتقالي، واضطر السكان إلى تجنب الخروج من مساكنهم إلا للضرورة. وعادت ظاهرة ارتداء الكمامات الواقية والتلثم إلى الشوارع تجنبا لتأثير الغبار الكثيف على الصحة، فيما اضطر الكثير من قائدي السيارات إلى إضاءة أنوار سياراتهم لتنبيه الآخرين بعد تدني الرؤية بشكل كبير. ولم تسفر العاصفة عن حوادث مرورية فيما اضطرت بعض المدارس إلى إبقاء الطلبة داخلها لحين هدوء وانقشاع تلك العاصفة. من جانبه، أكد الناطق الإعلامي باسم المديرية العامة للدفاع المدني النقيب عبدالله القفاري أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أرسلت صباح أمس تحذيرا للمديرية، يفيد بأن العاصمة ستتعرض لعاصفة ترابية من الساعة الواحدة والنصف ظهراً حتى الثالثة عصراً، وأن المديرية قامت على الفور ببث رسائل تحذيرية إلى كافة المواطنين والمقيمين عن العاصفة. وأوضح القفاري أن التحذيرات تتحدث بشكل دوري من الرئاسة كل 3 ساعات، وأن العاصفة التي ضربت العاصمة مداها ما بين 10 إلى 20 كيلومترا طولاً. وبيّن القفاري في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن العاصفة لم تتسبب في تسجيل أي حرائق أو ما شابهها من حوادث. إلى ذلك، أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها التحذيري عبر موقعها الإلكتروني، استمرار تعرض سماء العاصمة لعوالق ترابية حتى الأربعاء المقبل مع انخفاض درجة الحرارة الصغرى إلى 5 درجات مئوية. وفي ذات السياق، وجه مدير عام الشؤون الصحية بالرياض الدكتور عدنان العبد الكريم باستنفار جميع مستشفيات المنطقة لمواجهة موجة الغبار أمس، استعداداً لاستقبال أي حالات طارئة. وأهاب العبد الكريم في تصريح إلى "الوطن" بجميع الكوادر الطبية العاملة خلال هذه الفترة تقديم أفضل الخدمات الطبية التي يحتاجها المرضى، لافتاً إلى أنه تم تزويد الأقسام بجميع الاحتياجات الطبية وخاصة أجهزة البخار التي قد تواجه ضغطاً في أقسام الطوارئ بسبب كثرة حالات ضيق التنفس المتوقع تأثرها بموجة الغبار. وطمأن العبدالكريم بأن الوضع الصحي في منطقة الرياض في حالة جيدة حيث إن عدد الحالات التي راجعت أقسام الطوارئ بسيطة.