طالب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أمس، بوقف إطلاق النار فوراً في مدينة عدن الجنوبية، وذلك في أعقاب مواجهات اندلعت بين قوات الحماية الرئاسية، ومسلحين تابعين لما يعرف ب«المجلس الانتقالي الانفصالي الجنوبي». من جانبه، شدد رئيس الوزراء اليمني، أحمد بن دغر، على أن تحركات الانفصاليين الجنوبيين في عدن، تخدم النظام الإيراني والميليشيات الحوثية، داعيا التحالف العربي إلى التدخل لإنقاذها. وأوضح ابن دغر في تصريحات له أمس، أن الأزمة في اليمن تنذر بالانزلاق تدريجيا إلى المواجهة العسكرية الشاملة، مطالبا بضرورة توقف الاشتباكات فورا، وأن تعود القوات إلى ثكناتها، إلى جانب العودة إلى الحوار بين أطراف الحكم في عدن. وأضاف ابن دغر «إيران تسعى للحصول على تعزيز لوجودها في اليمن عن طريق الحوثيين، وبالتقسيم نحن نعطيها ثلث الأرض وثلاثة أرباع السكان، لتحكم وتتحكم بهم». يأتي ذلك، في وقت تداول نشطاء معلومات تفيد بوصول الانفصاليين الجنوبيين إلى مبنى الحكومة في خور مكسر، مما أسفر عن إغلاق مطار عدن في وجه الرحلات الجوية. وأشارت مصادر أمنية في عدن، في وقت سابق، إلى أن اشتباكات بين قوات الحماية الرئاسية ومسلحين تابعين لما يعرف ب«المجلس الانتقالي الانفصالي الجنوبي»، توسعت لتصل إلى أحياء المنصورة وسط المدينة ودار سعد شمالا، مؤكدة أنه يتم استخدام مختلف الأسلحة وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى. توحيد الصفوف من جانبها، رحبت الحكومة اليمنية، أمس، ببيان قيادة التحالف العربي، الذي دعا جميع المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية، إلى التهدئة وضبط النفس، والتمسك بلغة الحوار الهادئ، وتوجيه دفة العمل المشترك مع التحالف، لاستكمال تحرير الأراضي اليمنية كافة، من سيطرة الحوثيين الموالين لإيران. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، راجح بادي، إن موقف قيادة التحالف هو ما تؤكد عليه الحكومة مرارا، حول أهمية عدم تحريف بوصلة المعركة المصيرية للشرعية والتحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني الخطير، إلى صراع داخلي يشق الصف الوطني، ويخدم أذناب إيران وأدواتها، ممثلة في ميليشيا الحوثي الانقلابية، مؤكدا أن متطلبات المرحلة والانتصارات الكبيرة للجيش الوطني المدعوم من قوات التحالف تستوجب على بعض المغامرين والمقامرين الكف عن المراهنة على أجندات خاسرة تتعارض كليا مع أهداف وغايات الحكومة الشرعية والتحالف العربي، والقرارات الأممية والدولية. الدعوة إلى ضبط النفس كانت قيادة التحالف العربي قد أصدرت بيانا مساء أول من أمس، دعت فيه كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية إلى التهدئة وضبط النفس، والتمسك بلغة الحوار الهادئ. وأشار البيان إلى أهمية أن يستشعر اليمنيون بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم المسؤولية الوطنية في توجيه دفة العمل المشترك مع التحالف، لاستكمال تحرير كافة الأراضي اليمنية، ودحر ميليشيا الحوثي الإيرانية، ووضع حد لسيطرتها على موارد اليمنيين وحياتهم، وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين لشق الصف اليمني أو إشغال اليمنيين عن معركتهم الرئيسية باعتبار ذلك التزاما سياسيا وإنسانيا وأخلاقيا لا يمكن التراجع عنه.