أجمع مختصون على أن التصوير الخاطئ انتهاك للخصوصية وتهديد للعلاقات الاجتماعية، يخلف عواقب وخيمة على الأفراد والأسر والهيئات الحكومية والخاصة من جهة، وعلى المصورين من جهة أخرى، مشيرين إلى أن نظام الجرائم المعلوماتية ينص على عقوبة للتصوير والنشر بدون إذن هي السجن مدة لا تتجاوز 10 أعوام، والغرامة بما لا يزيد على نصف مليون ريال. المساءلة القانونية قال المحامي والباحث في القضايا القانونية الاجتماعية الدكتور رزق القلادي إن «التصوير ينقسم إلى نوعين: الأول هو التصوير والنشر بشكل شخصي لأفراد، والثاني التصوير بشكل عام في قطاعات حكومية أو خاصة، وفيما يختص بالتصوير في الأماكن العامة كالمطاعم والكافيهات والفنادق ونشر الصور تعبيرا عن الاستياء أو النقد، فإذا أظهر التصوير هويات الآخرين دون موافقتهم يتعرض المستخدم للمساءلة القانونية». العقوبات أضاف القلادي أن «نقد المنشآت أو التعبير عن الاستياء بالنشر يدخل بالمستخدمين في نطاق الجرائم المعلوماتية، فالمستخدم يحق له انتقاد المطاعم أو الكافيهات أو الفنادق أو الأماكن العامة، ولكن ليس من حقه النشر، فإذا قام بالتصوير والنشر من حق المنشأة رفع قضية تشويه سمعة»، مشيرا إلى أن المعترض على أي جهة عليه رفع شكوى إلى المسؤول، وتخطي المرجعية إلى آخر في حالة عدم حل المشكلة. وأبان أن «نظام الجرائم المعلوماتية في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات يتضمن 16 مادة، من ضمنها عقوبتا السجن والغرامة، ولا تتعدى الغرامة غالبا في حالة النشر أكثر من نصف مليون ريال، ولا تزيد مدة السجن على 10 سنوات حسب نوع الجريمة»، مشيرا إلى إمكانية توجيه تهم جنائية في حالات معينة مثل محاولة الإساءة إلى موظف حكومي، أو قطاع خاص. التصوير في الهيئات الحكومية أوضح القلادي أن «التصوير في الجهات الحكومية لا يجوز إلا في حالة التوثيق كما يحدث بالمؤتمرات أو الفعاليات، وتصوير أحد الموظفين في منشأة حكومية سيترتب عليه حق خاص للموظف وحق عام للمنشأة التي تم التصوير فيها، لذلك سيتعرض المصور لعقوبتين في حالة النشر». وأضاف أن «التصوير والنشر دون إذن أمر لا إنساني قبل أن يكون لا قانوني، فلكل شخص حدود تحكمه في كل شيء، والعديد من المحامين والمستشارين القانونيين يواجهون كثافة الاستشارات القانونية الخاصة بجرائم التصوير والنشر الإلكتروني، حيث تتم إفادتهم بضرورة استكمال البيانات والأدلة، ومن ثم الحضور إلى المكتب».
صور غير منضبطة أبان الباحث الاجتماعي أحمد السناني ل«الوطن» أن «التصوير إن كان بالجوال أو الآيباد أو أي كاميرا أخرى تلتقط الصور أو مقاطع الفيديو قد تشكل إزعاجا وهاجسا للمجتمع، سواء تم ذلك بالمنزل أو العمل أو في المناسبات العامة والخاصة أو المولات والمجمعات التجارية، خاصة إذا استخدم التصوير بشكل خاطئ، فبعض ضعاف النفوس يلتقطون الصور والفيديوهات لتصيّد الثغرات والأخطاء للأفراد، خاصة مع تطور وسائل التصوير وتعددها، كالجوالات الحديثة التي تتضمن برامج عدة للتصوير ذات جودة عالية»، مشيرا إلى وجود كاميرات محمولة واضحة، وأخرى مخفية في بعض الساعات والأقلام تلتقط الصور من مسافات بعيدة. وأضاف أن «التصوير أصبح سلاحا ذا حدين بيد الجميع من الشباب والفتيات والأطفال والمراهقين، وأساء البعض استخدامه، وأصبح خطرا يهدد أركان الأسرة والمجتمع، لذلك يجب علينا أن نحذر من سوء استخدامه، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى العديد من المشاكل التي قد تنتهي بالتفكك الأسري، والعزلة، وتوتر العلاقات». ويرى السناني أن «ترك الجوالات المزودة بالكاميرات بيد الأطفال خطأ جسيم، فمن المحتمل قيامهم بتصوير والإرسال المباشر لمواقع التواصل الاجتماعي»، مؤكدا أن تصوير وتسجيل الصور والمقاطع غير المنضبطة قد يهدد العلاقات والروابط بين الأقرباء والجيران والأصدقاء والأحباب وزملاء العمل، حتى لو كان ذلك من باب الضحك والمزح. تسهيل الابتزاز كشف السناني أن «تصوير وتسجيل الصور والمقاطع ونشرها قد يُسهل من عمليات الابتزاز بأشكاله الجسدية والمادية، وقد يتسبب في أزمات نفسية يبقى أثرها طويلا». وشدد على «أهمية توعية المجتمع من خلال منابر المساجد وخطب الجمعة والمدرسة والمنزل والدوائر الحكومية والملتقيات الدورية وبالمجمعات التجارية بالتصوير الخاطئ، وأنه مخالفة صريحة للأنظمة المعمول بها»، مشيرا إلى أن على رب الأسرة أن يوضح لأبنائه وبناته هذه المخاطر.
عقوبات مخالفة نظام الجرائم المعلوماتية 01 الغرامة، ولا تتعدى أكثر من نصف مليون ريال 02 السجن ما لا يزيد على 10 سنوات حسب نوع الجريمة مخاطر تصوير وتسجيل المقاطع ونشرها دون إذن 1 ينتهك الخصوصية 2 يشكل إزعاجا وهاجسا للمجتمع 3 التشهير بالمؤسسات الحكومية أو الخاصة 4 يسهل من عمليات الابتزاز بأشكاله الجسدية والمادية 5 تصوير وتسجيل الأطفال لصور ومقاطع غير منضبطة 6 التعرض لتهم جنائية في حالات معينة 7 أمر لا إنساني قبل أن يكون لا قانوني 8 يؤدي إلى العديد من المشاكل التي قد تنتهي بالتفكك الأسري 9 يهدد العلاقات الاجتماعية