فيما اتفقت وزارة التجارة مع هيئة الغذاء والدواء في المملكة على عدم تناول أي منتجات منتهية الصلاحية، والتبليغ عنها، ظهرت حملات أجنبية في أميركا وبريطانيا تقلل من المخاوف بشأن الأغذية المعلبة المنتهية بفترة لا تزيد على 30 يوما، وبدأت سلسلة من المحلات بيع هذه المنتجات بأسعار مخفضة جدا. فيما أجرت «الوطن» اتصالا بمركز البلاغات التابع لوزارة التجارة وتبين أنه يحق لأي مواطن اشترى مواد غذائية منتهية الصلاحية التقدم ببلاغ إلى المركز ومن ثم متابعته حتى انتهاء الإجراءات، كشف موقع الراديو الوطني الأميركي أنه لا يجب الخوف من الأغذية المعلبة المنتهية الصلاحية بفترة 30 يوما على الأكثر، مبينا أن سلسلة من البقالات في إنجلترا تطلب من المستهلكين أن لا يخافوا من مسألة انتهاء الصلاحية، فيما اعتبر آخرون أن الموضوع مثير للجدل ويحتاج إلى مزيد من الإثباتات. من جهتها، قالت هيئة الغذاء والدواء ل«الوطن» إنه عند انتهاء صلاحية المنتجات فإنه يجب عدم تناولها ويجب التخلص منها لأنها تعتبر غير صالحة وغير صحية وسلمية للاستهلاك. الخوف من صلاحية الغذاء أجرت «الوطن» عددا من المقابلات مع بعض المواطنين والمواطنات، وبسؤالهم حول إمكانية شراء أي منتج غذائي منتهي الصلاحية حتى لو كان منذ فترة بسيطة، تبين أن هناك مخاوف من عملية الشراء وعدم ثقة في المنتجات خصوصا أن الكثير منهم يتأثر بأخبار التسمم الغذائي التي تحدث بين الفترة والأخرى. على المستوى العالمي يبدو الأمر مختلفا، فرغم وجود هذه المخاوف لدى الكثيرين إلا أن هناك ثقافة جديدة حول انتهاء صلاحية الغذاء بدأت تنتشر حتى في نشرات الإنترنت. أغذية بسعر مخفض في محاولة لتقليل الإسراف، تقول شركة East of England Co-op إنها أصبحت الآن تبيع المنتجات التي تجاوزت ما يصل إلى شهر من تاريخ «يفضل استخدامها قبل..»، في 125 فرعا من فروعها، بأسعار مخفضة إلى 13 سنتا فقط (ما يعادل نصف ريال تقريبا). وكي تشجع الشركة المستهلكين على هذه المبادرة، قامت بإطلاق حملة تسويقية تروج بشعارات مثل «لا ترميه بل تناوله على العشاء»، وغيرها من العبارات. وقالت إنه خلال الفترة التجريبية في 14 فرعا، بدأ المتسوقون يشترون المنتجات بعد ساعات فقط من تخفيض الأسعار. محاولات عالمية فيما تقول وكالة المعايير الغذائية في المملكة المتحدة إن نحو 8 ملايين طن من الأطعمة والمشروبات سنويا ترمى، توقعت الشركة أن برنامجها الجديد سيوفر أكثر من 2 طن من الأطعمة المهدرة سنويا. وانضمت هذه المبادرة إلى محاولات عالمية أخرى لتقليل الإسراف في الأطعمة بسبب الملصقات التي تعطي المستهلكين انطباعا بأن الأطعمة لا يمكن تناولها بعد أن تتجاوز تاريخ انتهاء الصلاحية. الإسراف وملصقات الصلاحية نشر الراديو الوطني الأميركي مبادرة قامت بها شركات تصنيع الأطعمة والتجار في الولاياتالمتحدة وأقيمت في فبراير 2017، من أجل تقليل إسراف الأطعمة الناجم عن ملصقات للمنتجات، وشجعوا شركات الأغذية أن تبدأ باستخدام جملتين: «يفضل إذا أُستُخدِمَ حتى» لمعظم المنتجات التي قد تكون ذات مذاق أقل جودة ولكن لا تزال آمنة ويمكن تناولها، و«يُستخدم حتى..» للأطعمة الأكثر قابليةً للفساد مثل الأطعمة البحرية التي قد تكون أقل أمانا مع مرور الوقت. كيف يتلف الغذاء أكدت أخصائية التغذية الدكتورة رويدة نهاد إدريس ل«الوطن» أن قضية انتهاء صلاحية الغذاء لا تتعلق فقط بتاريخ انتهاء الصلاحية وإنما بطريقة الحفظ. وشرحت ذلك بقولها: تاريخ انتهاء الصلاحية لا يعني بالضرورة تلف المادة الغذائية، ويمكننا استخدامها بعد شهر من انتهاء الصلاحية، فهذا التاريخ الموجود على المعلبات يشير إلى ضرورة بيعها خلال هذه الفترة المؤرخة. وأوضحت: بمجرد فتح الغذاء المعلب وملاحظة تغير في اللون أو الطعم أو الرائحة فهذا دليل على عدم صلاحيتها للاستعمال حتى لو كان تاريخ الصلاحية غير منتهً، ولكن فسدت بسبب طريقة الحفظ السيئة. وأضافت أن طريقة الحفظ للمواد الغذائية تختلف باختلاف المنتج إذ إن المعلبات تختلف عن الأغذية الطازجة مثل الألبان والأجبان واللحوم وخلاف ذلك، وهنا لا بد من الاهتمام بطريقة حفظها في بيئة جافة ودرجة حرارة معينة.