عندما نشاهد القفزات العالية والجريئة التي يعشيها وطننا هذه الأيام، من قفزات اقتصادية وسياسية ومعرفية، فإننا حقا نفخر بسعوديتنا الجديدة التي تظهر براعتها وقوتها في بسط سيطرتها السياسية والاقتصادية على المشهدين العربي والعالمي، وفي المسار نفسه جنبا إلى جنب يسير البناء القومي للدولة والتوسع الاقتصادي الداخلي، والاستثمار الحقيقي في العنصر البشري، وتوفير مقومات النجاح الذي يتمناه الفرد، من تعليم وصحة وخدمات وبنية تحتية، مما جعل الطريق ممهدا كي نرى وطنا ساطعا، يزخر بالنماء والإنجازات، ويستقطب الابتكارات والمواهب المهاجرة إلى الخارج. فالتوجه الجديد الذي يقوده الأمير الطموح «ولي العهد محمد بن سلمان»، يقطع الطريق أمام الذين يريدون الالتفاف على التغيير والإصلاح، أصحاب العقول المقيدة بالأغلال والآراء المتصلبة والمنغلقة، الذين يتبادلون العبارات المحبطة والبائسة، وينفقون عقولهم عليها بلا جدوى، فطموحنا الجديد لا يسمح لنا بأن نقبع تحت الانهزامية، والأفكار التي ترسبت في عقولنا منذ سنوات، فلا بد أن نستخدم قدراتنا في عمل أي شيء يجعلنا قادرين على النجاح والتقدم، ونتحرر من اليأس الملتصق بنا، فاليأس والعجز عادة ما يقتلان المنجزات العظيمة، ويقفان عقبة في سبيل تحقيق ما نطمح إليه، فنحن كمجتمع مسلم متجدد لا نريد العودة إلى الوراء مرة أخرى، ولا نريد أن نقف عند خيار العجز والجمود، ولا نريد أن نضيع مزيدا من فرص النجاحات التي تتعزز بين أيدينا يوما بعد يوم، فإلى متى سنزرع الورد في الوحل؟ فمن الواجب علينا -كأصحاب رؤية وأهداف طموحة- أن نقتنع بالأشياء المميزة وغير المألوفة من المعرفة والتطور اللذين لا نهاية لهما في عالمنا المتجدد السريع، شريطة ألا تتعارض هذه المتغيرات مع قيمنا الإسلامية الحنيفة التي تعدّ ركيزة ثابتة وأساسية لكل عمل وتطلع إلى الأفضل، فالإسلام يرى أن الإنسان لا حدود له في بناء الحضارات الكبرى. فالذي لا يعرف كثيرا عن العالم سيعيش أغرب مما يتصور.