النقطة الثابتة التي يتحرك حولها الجميع يتفقون ويختلفون هي أن «قطر راعية للإرهاب»، وهي من تحبك المؤامرات والدسائس في محيطها الخليجي والعربي. فالكل يعلم أن أطماع قطر متخمة بأحلامها الكبيرة التي تريد فرضها على الدول العربية من وصاية وسيطرة سياسية حتى أصبحت ترى نفسها أنها دولة نافذة ومؤثرة في القرارات الإقليمية، وقد استخدمت قطر الطرق الملتوية والتلصص الإجرامي في إثارة الفوضى وخلق النزاعات والصراعات الطائفية المعقدة في المنطقة العربية. فحاولت قطر بعد العزلة الخانقة أن تبحث لنفسها عن متنفس ومخرج جديد لتمارس فيه دور الضحية المكلومة، ولم تجد ما تلجأ إليه إلا الأضواء الإعلامية الناعقة الأشد سطوعاً والأكثر كذباً وخبثا في تزييف الحقائق والخداع لخدمتها في تمرير الإساءات والاتهامات لدول المقاطعة، كنموذج جديد من الإسفاف والإسقاط التي تقتات عليه هذه الدويلة الغوغائية منذ سنوات. فهذه الدبلوماسية الخرقاء التي تنجرف مع تيار أهوائهم، وتزيد في صب الزيت على النار، واستغلال نار الفتن المتأججة، لا تحسب النتائج إلا بالمنطق القصير والأهواء الصبيانية بتدبير وتنسيق من الفئة المهووسة بالسلطة والنفوذ. وكما نعلم فإن الحكومة القطرية لا تألو جهداً في تأجيج الرأي العالمي وتحشيده ضد السعودية في جميع المناسبات من تضخيم للأزمة الخليجية والمبالغة في تدويلها، وتسييس موسم الحج، ونشر الأخبار الكاذبة، والرقص على أرواح شهدائنا في حربنا مع العدو، ودفاعنا عن مقدساتنا وعقيدتنا، في محاولة يائسة وغير ناجعة منها لتخفيف حدة الضغط الداخلي، وتشتيت وجهات النظر عما يحصل في داخلها، فهناك مثل خليجي يقول (قابل الصياح بصياح تسلم). فالعقلاء في قطر يدركون نعمة الوطن والمحافظة على أمنه، فهم يستشيطون سخطاً وغضبا يوماً بعد يوم جراء الممارسات القمعية والإجراءات التعسفية التي تستخدمها السلطات بحقهم، مما يزيد من تنامي المخاوف الشعبية الداخلية التي تسعى السلطة القمعية في قطر إلى كسر إرادتهم وتجريدهم من انتمائهم الوطني، حيث وجدوا القطريين أنفسهم في عزلة حقيقية عن أشقائهم الخليجيين. فهل سينهض القطريون من نومهم لأجل وطنهم ووطن أبنائهم أم سيبقون تحت تصرفات ملالي إيران إلى يوم الدين؟