حفز "فكر 9" عدداً من المشاركين للحديث باللغة العربية الفصحى ومحاولة تجاوز صعوبة النطق بها وهو الأمر الذي أفصح عنه عدد من المشاركات في جلسات الشباب الصباحية أمس حيث قص شريطها بعرض قدمه شباب وشابات مشاركون في مؤتمر "فكر 9" تحدثوا فيه عن تجاربهم ومبادراتهم والصعوبات التي واجهتهم لرسم المستقبل والتي من أبرزها غياب الدعم من الجهات المعنية وعدم ثقة سوق العمل فيهم لضعف خبرتهم. وأشاروا إلى دور القيادة والإدارة في تنمية الذات لتعزيز تلك المبادرات. وتلا ذلك العرض جلسة تحت عنوان "خبرات جيل لمستقبل وزمان جديد وفضاءات جديدة". وهي الجلسة التي شهدت عددا من المداخلات التي أكدت أهمية دعم مشاريع الشباب، وأكد فيها المشاركون كيف أن مؤتمر "فكر9" بعث فيهم التصميم على التحدث باللغة العربية رغم معاناة البعض منهم في نطق بعض الكلمات. تبادل الخبرات وقالت ضحى الحمادي من الأردن: مؤسسة الفكر أرى أنها مساحة للتعبير عن نفسي ومجتمعي وللتعرف على المجتمعات الأخرى والآراء الأخرى من شباب الوطن العربي. وأضافت أن يوم الشباب كان فرصة لتبادل الأفكار عن طريق لعبة الليجو وهي لعبة للصغار ولكن اكتشفنا أنها لعبة أكبر من ذلك بكثير واكتشفنا أن لدينا براعات وأفكارا تجسدت حتى قبل أن نفكر فيها. وذهبت الحمادي إلى أنها فرصة جميلة، لأنها تعرفت على شباب ذوي خبرة عالية رغم صغر عمرهم. وفسرت الحمادي ما حصل في اليوم الأول من المؤتمر وعرضت لبعض تفاصيل النهار وما عُرض خلال الجلسة التي خُصصت في 7 ديسمبر للشباب. صنع المستقبل وقال زياد مبسوط وهو يتحدث عن مبادرته: أعطي في البداية مثالاً للتنوع الذي يكون رؤية مشتركة عبر الطاولة رقم 9 التي كانت تعنى بالاقتصاد. هذه الرؤية تجسد طموحاتنا وخبراتنا وهي تجسد خبرة سابقة وأن المستقبل هو في يدنا ونحن الذين يمكننا صنعه. رؤى مشتركة وقدمت بسمة سلطان رؤيتها على مسرح "فكر 9" عن المبادرة مشيرة إلى أنه يجب ألا تكون رؤيتنا مقتصرة على ورق ولكن المهم رؤيتنا المشتركة وإدارة تنقل خبرات الشباب من المجال القيادي، وقد بدت رؤيتها في إنشاء مركز لتطوير القيادات الشابة بمثابة إلهام من ورشة صغيرة، وشرحت للأمير خالد الفيصل حينها رؤيتها عن مركز لتنمية القدرات الشابة واستشعر الأمير خالد أهمية هذه الرؤية وتبنى النموذج كأساس لمركز إعداد القيادات الشابة بجدة. رسم المستقبل وقالت إثراء (من الأردن) وهي تتحدث عن مبادرتها: شعرنا بسعادة وأمل، وبدأنا بكلمة "مستعدون". وسألت نفسي: "أين سيكون مصير هذه الألعاب التي لعبنا بها"؟ سألت: هل يمكن أن ننقل هذه الألعاب إلى أطفال (عجلون)؟ وكان لدي شعور وهو عبارة عن مزيج من الخوف والأمل، ولكني تذكرت الكلمات التي قالها الشباب. وأضافت: لن أنسى أبناء عجلون وكانت ردة فعلي إطلاق مبادرة في الجلسة الأولى، "أريد أن أعرف إذا كنت أستطيع أخذ الألعاب إلى أطفال عجلون، وبعد ساعات أخذت الموافقة". وقالت إن 90 مبادرة أُطلقت من قبل 90 طالبا، وسألت إذا كانت تستطيع تسمية اللقاء بعد كل ما حصل وبعد تبادل هذه الخبرات "نحن من يرسم المستقبل". المهندس الصغير واستكمل برنامج "فكر9" في جلسته الصباحية بمجموعة من المداخلات التي قدمها خمسة من شباب فكر بجلسة وإدارة مديرة مشروع "المهندس الصغير" بالجمهورية اللبنانية رنا شميطلي التي ارتبط اسمها بمشروع الصغير وهو البرنامج الذي قامت به من عام 2009 م وهو برنامج يعزز قدرات الأطفال وينمي مواهبهم في مجال التكنولوجيا، وقد حصد البرنامج جوائز عالمية كان آخرها جائزة النساء الرياديات بفرنسا حصلت عليها رنا شميطلي. وتحدثت شميطلي عن دور الأم التي أصبحت أيضاً امرأة عاملة، وسألت الشباب إذا كانوا يستطيعون تدبير أمورهم في ظل وجود الأم داخل المنزل فقط من دون عمل. كما تحدثت عن خبرتها مع أولادها بعد دخولها في مجال العمل، فلاحظت أن الأولاد أصبحوا يعانون من البدانة ولا يتواصلون مع بعضهم البعض، فقررت إنشاء "المهندس الصغير" مدرسة صيفية لبرمجة الرجال الآليين والمحافظة على البيئة والطاقة البديلة وكنا نعلمهم على العلوم والتكنولوجيا والرياضيات. وقالت بدأنا ب 100 تلميذ، وقد كانوا من معارفنا ولدينا الآن تسعة صفوف وكلها تُعنى بالهندسة. وعرضت لتقرير مصور يلخص مسيرتها خلال سنة في "المهندس الصغير". وقالت: "من الجميل أن نتكلم، ولكن من الممتاز أن ننفذ أيضاً"، وأشارت إلى أنها طلبت مساعدة من الوزارات المعنية ولكنها لم تفعل، فقررت الاتكال على الذات وحصدت العديد من الجوائز ومبادرات بأن يكون للمدرسة فروع في عدة دول من العالم ومنها قطر وفرنسا. الأفكار وتطبيقها الشاب حبيب حداد مؤسس موقع "يملي" تحدث عن قدرة "yalla" وهي قدرة موجودة في كل شخص موجود بيننا وتكلم أيضاً عن خبرته الشخصية في هذا المجال، وكيف أطلق شركة Yamli. وقال إن المبدع هو شخص نرميه من جبل عال ونعطيه المواد التي يمكن من خلالها أن تصنع طائرة، ونحن في yamli نحاول تسهيل الأمور، ونقول للشباب إنهم يستطيعون الخروج بأفكار وتطبيقها. الجرأة والطموح فيما ذهبت الناشرة لمجلة push سامية الصلح بالجمهورية اللبنانية المسؤولين عن مؤتمرات "فكر9" وهي تتحدث بصعوبة باللغة العربية على حرصها على الجميع أن يتحدثوا باللغة العربية ونصحت الحاضرين أن يتحدثوا باللغة العربية مؤكدة على الجميع أن يكون لديهم جرأة ليحققوا طموحهم ويؤكدوا مبادرتهم. صعوبة التوظيف محمد كيلاني من مؤسسة سوق تل بفلسطين سأل: من لديه الخلوي؟ من لا يملك هذه الهواتف؟ من وجد صعوبة عندما تخرج من الجامعة في أن يوظف؟ ومن خلال الأجوبة التي أُخذت رأينا أن كل الأشخاص لديهم هواتف ولكن يجدون صعوبة في التوظيف ومن هنا كانت انطلاقتي في "سوق تل". وأضاف: نحن شباب فلسطيني أخذنا على عاتقنا إنشاء مؤسسة تستخدم خدمة الموبايل لإيصال خدمة العمل للخريجين لأننا كلنا عانينا من نفس المشكلة ولكن كلنا رياديون ومبدعون. مكاتبنا الرئيسية في فلسطين وكندا. (أنشئت عام 2006). وقال كيلاني: حاولنا من خلال مشروعنا الوصول إلى كل قرية فلسطينية، فالشباب الفلسطيني ليس لديه مراكز توظيف لذلك رأينا أن شبكة الموبايل تستطيع وصل الشباب ببعضهم البعض، ونحن الآن نستخدم sms لإيصال رسائلنا إلى الخريجين الجدد. وأوضح كيفية التواصل مع الشباب بهذه الطريقة. وكشف كيلاني أن لديهم الآن في فلسطين 20 ألف باحث عن عمل، وقال: لدينا أكثر من 400 صاحب عمل هم أعضاء في شبكة "سوق تل". الفشل يُعلم وقالت المدير العام لمجموعة "فينك" ماريا مهدلي: "فكرتنا كانت مجنونة وغريبة، ولكن بالنسبة لي لم تكن كذلك. وتحدثت عن الهدف من إنشاء شركة "رمان"، وأن كل من يعملون في الشركة هم مبدعون ومبدعات شباب. مضيفة أن الفشل ليس اختيارا، وقالت أفتخر عندما أقول إنني فشلت، لأن الفشل يعلم، ولكن يجب ألا نضع الفشل هدفاً أمامنا. عبدالعزيز عبدالله النعيم شاب سعودي، ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركات بريم قال "لم أتعلم شيئاً من النجاح، إنما تعلمت من الفشل" وشبه الأعمال بلعبة الجولف، فعندما تقع الكرة في مكان خاطئ نُخرج كرة أخرى لنطلقها من جديد. وأضاف: "النجاح سلسلة غير منتهية من الفشل وتنتهي بالنجاح"، مضيفا أن الشركة تأسست عام 2005 على يد أربعة شباب سعوديين في الخُبر، وقد كرموا كأسرع شركة نمو. وتحدث عن مشروعهم (أوتاكوشي) وقال: حاولنا أن نختار اسماً يجمع بين خلفيات عدة شعوب وهو عبارة عن مركز اجتماعي يضم مركز معلومات ومقهى ومكتبة ويعد نقطة التقاء لكثير من الجمعيات. تجارب رائعة ووصف أحد المداخلين جلسة الشباب بالقول: "لم أجد في أي كتاب عربي ولا حتى إنجليزي مثل ما استمعت له الآن من تجارب رائعة تستحق الدعم والكتابة عنها".