أحيا مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، ليلة أول من أمس، مناسبة اليوم العالمي للتطوع، بحضور عدد كبير من المتطوعين والمتطوعات، مكرّما خلالها نحو 700 من أصحاب الهمّة العالية العاملين في مجال العمل التطوعي، ممّن أسهموا في إنجاح مناسبات وفعاليات إثراء خلال تقديم 25 ألف ساعة تطوعية. تحقيق الحلم يروي بدر بالطيور الذي تدرج من متطوع يقف على باب الخروج لتوديع الزوّار إلى منسّق خدمات المتطوعين في مركز "إثراء"، قصته مع مسيرة التطوع بقوله "عام 2010 كانت بدايتي في مجال أحببته منذ الصغر، وهو العمل التطوعي الذي انطلقت فيه من برامج إثراء التي تقيمها أرامكو السعودية في فترات الصيف للطلاب والطالبات". مضيفا "تم ترشيحي للمشاركة في البرنامج، وكنت متخوفا من حجم الفعالية ومواجهة عدد كبير من الجمهور وكيفية التعامل معهم، إضافة إلى المهام التي ستوجه إليّ، وعلى الرغم من خبرتي في مجال العمل التطوعي، إلا أني فوجئت عندما تم اختياري للوقوف على باب الخروج لتوديع الزوّار فقط ولأسبوعين، إذ حدثت لي بعض التحديات التي اختبرت بها مدى جدّيتي في هذه التجربة، إذ تم وضعي في قسم الأطفال، وشعرت حينها أن هذا التحدّي كان عبارة عن اختبار، لمدى تحملي مثل هذه الأوضاع، ولكني لم أتوقف، أو أشعر بالإحباط، بل أعطاني دافعا للوصول إلى شغفي، وكان ذلك كله، إضافة إلى تخصّصي "الهندسة". يكمن تميز بدر، في جرأته الكبيرة، واتخاذه الخطوة اللازمة عندما تلقّى مكالمة غيرت مجرى حياته إذ يقول "استمرت مسيرتي في العمل التطوعي ومواجهة التحديات إلى أن تلقيت مكالمة عام 2016 غيرت فيها مجرى حياتي، كانت دعوة تلقيتها من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، للانضمام إلى فريق عمل المركز المسؤول عن تجهيزات حفل التدشين بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ولمدة تقارب 6 أشهر". أصرّ بدر على تحقيق حلمه، قائلا "أصررت على ألا تفوتني الفرصة هذه المرة، وقبول التحدّي في تغيير مجال عملي بشكل جذري من تخصص الهندسة إلى مجال مختلف تماما". بعد تعب التحدي الكبير فوجئ بدر بما لم يكن متوقعا، ويكمل القصة "تخاطبت مع المركز ليستمر عملي بشكل دائم، وبحمد الله، تم قبولي وتعييني منسق خدمات المتطوعين في مركز إثراء، ومن هذا الموقف أعتقد أنني استطعت تحقيق حلمي بالوصول إلى شغفي رغم التحديات التي واجهتني". جانب روحاني يحكي عبدالله الحواس، مؤسس "مبادرة ناد كتابي للمتطوعين"، والتي تهدف إلى بناء مجتمع معرفي، يقول فيها "بدأت في العمل التطوعي عام 2007 بالتخصص في مجال الثقافة والتنمية المعرفية، خلال المشاركة في كثير من الحملات التطوعية المتنوعة، كما أنني شكلت فريقا مختصا ببرامج الأطفال التعليمية الترفيهية، واستمررت في هذا المجال 5 سنوات، وصولا إلى إطلاق "مبادرة ناد كتابي"، وهو ناد شبابي للقراءة يحتضن القرّاء المتطوعين، بهدف بناء مجتمع معرفي عبر نشر ثقافة القراءة خلال البرامج والفعاليات". وأكد الحواس أن التطوع له جانب روحاني يتعلق بسمو النفس، وأضاف "كل مرة أتطوع فيها بجهدي ووقتي، أجد نفسي تحسنت في جوانب كثيرة، لما يقوم به التطوع من صقل للشخصية وتنمية للمهارات، وأرى أن أكبر تحد هو استدامة العمل التطوعي وبقاء أثره". قيمة إيجابية يقول يزيد المنصور، أحد متطوعي مركز إثراء، "في بداية مسيرتي التطوعية التي كانت في مكةالمكرمة لخدمة الحجاج عن طريق حملة الجوالة في الجامعة، فالعمل التطوعي يعدّ قيمة إيجابية ووسيلة مؤثرة لبناء المواطن الصالح، ولبنة أساسية لتنمية المجتمع، ومن هنا تأتي أهمية وجود المراكز التي تهتم بتسليط الأضواء على واقع العمل الخيري التطوعي". وذكرت لمى النعيم، إحدى متطوعات مركز إثراء "وُفّقت في الالتحاق ب"إثراء" كمتطوعة، وما أسعدني هو كوني جزءا من منظومة تسهم في نشر المعرفة للمجتمع، مبتغية في ذلك وجه الله تعالى، وهدفي من التطوع مستوحى من الإيمان بأن العمل التطوعي يمكن أن يحول وتيرة وطبيعة التنمية، وفكرة أن الجميع يمكن أن يشاركوا بوقتهم وجهدهم وطاقاتهم نحو العمل التطوعي". مضيفة "المشاركة كمتطوعة وتمثيل المركز منحني تصورا واضحا وحماسا أكثر لرسالة المركز، ومعرفة اهتمامات المجتمع في هذا المجال، وكذلك زيادة خبرتي في كيفية مواجهة الجمهور، إذ توافرت لي فرصة المشاركة في الخدمة المجتمعية، وكانت تجربة ثرية وقيمه بالتعامل مع أشخاص ذات هدف سامٍ، خلال التواصل المباشر مع الأشخاص، وتلقي استحسان الجميع".