قال باحثون ومختصون ل«الوطن»، إن التحذيرات التي يطلقها كثيرون حول الأطعمة الغنية بمادة «الجلوتين» تنقصها الأدلة العلمية، وإنها كلها عبارة عن أساطير لا حقيقة لها، مؤكدين أن الحساسية تجاه هذه المادة الموجودة في القمح وغيره من الأغذية، لا يمكن الجزم بها إلا عن طريق الفحوص الطبية. انتشر في الآونة الأخيرة كثير من التحذيرات الغريبة حيال مادة «الجلوتين» الموجودة في بعض الأطعمة، لدرجة أن بعض الصيدليات التجارية وضعت للأطعمة الخالية من هذه المادة أركانا خاصة بها، إلا أن تقريرا حول هذه المادة فنّد كل الأكاذيب التي تدور حول الأنظمة الغذائية الخالية من «الجلوتين»، مؤكدا أنه لا يوجد أي أدلة علمية تدعم هذه التحذيرات، وأنها كلها عبارة عن أساطير لا حقيقة لها. أساطير وخرافات وفقا لموقع «بزنس إنسايدر» الذي أورد التقرير، شرح أحد أشهر أطباء الباطنية في الولاياتالمتحدة، وهو «بيتر جرين» من جامعة كولومبيا، الأساطير والخرافات التي تدور حول هذه المادة الغذائية. وقال جرين، إن من الخرافات المنتشرة حاليا، هو أن البعض يصفون النظام الغذائي الخالي من «الجلوتين» علاجا للاضطرابات الهضمية. وأضاف: «هنالك كثير من الكتب التي روّجت لفكرة أن الجلوتين مصدر لجميع الأمور السيئة، وذكرت أن هذه المادة تسبب المناعة الذاتية والخرف والمشكلات الدماغية، وهو المسؤول عن إصابتنا بالسمنة وظهور الكرش، لكن يجب على العامة أن يعلموا أنه لا توجد حتى الآن أي أدلة علمية كافية تدعم وتؤكد فائدة الحمية الخالية من الجلوتين في أي شيء، سوى مرض الاضطرابات الهضمية». وأكد طبيب الباطنية أن مرض الاضطرابات الهضمية، هو مرض المناعة الذاتية، ويصيب الأفراد المعرضين وراثيا للإصابة بردة الفعل المناعية هذه تجاه الجلوتين، وهو مصطلح للبروتين الموجود في بذرة القمح والشعير، وهو مركب موجود بكثرة.
التأثر بمواقع الإنترنت «الوطن» استقصت هذا الملف خلال عدد من الباحثين والمختصين في مجال التغذية، إذ تبين أن هناك من العائلات التي تستجيب بسرعة لمثل هذه التحذيرات الطبية وتتأثر بها. تقول المواطنة هلالة الرويلي، إنها حرصت على إيقاف تناول الأنظمة الغذائية الغنية بالجلوتين، كما أن هذا الأمر ينطبق على جميع أفراد الأسرة. وأضافت «سمعت عددا من المختصين يحذرون من تأثير هذه المادة، وأنها سبب في الإصابة بالزهايمر وأمراض الدماغ والذاكرة، ويسبب فرط السمنة». وغالبا ما يستقي البعض معلوماته الصحية، خاصة الغذائية، عن طريق المنتديات ومواقع التواصل التي تروّج لمثل هذه الإشاعات.
أهمية الفحوص أوضحت أخصائية التغذية الدكتورة رويدا إدريس ل«الوطن»، أنه لا يجب الالتفات إلى مثل هذه الخرافات، لأن ما يشاع حول الجلوتين لا مكان له من الصحة. وأضافت: كي نتعرف على الآثار الجانبية للجلوتين يجب إجراء الفحوص اللازمة والتأكد من ذلك.وعما إذا كان الجلوتين يسبب السمنة، ردت بالقول: إن ذلك غير صحيح، لأن السبب الرئيسي المسبب للسمنة هو زيادة السعرات الحرارية، وتناول كميات كبيرة من الطعام. وقالت إدريس: لا يمكننا أن ننكر بعض الأمراض التي تنتج عن تناول الأطعمة التي تحوي الجلوتين كحساسية الجلوتين مثلا، فثمة أشخاص يعانون حساسية تجاهه، إذ يؤدّي تناوله إلى تلف الغشاء المخاطي الذي يغلّف الأمعاء الدقيقة، وهؤلاء الأشخاص لا يمكنهم هضم مادة الجلوتين، ويعانون سوء امتصاص الطعام وهضمه، وفي العادة يكون سبب الحساسية وراثيا، أو طفرة جينية ما.
أبعاد نفسية نفسيا، تحدثت أخصائية الطب النفسي بمستشفى الصحة النفسية في القريات الدكتورة هدى حسن البشير ل«الوطن» حول هذه النقطة قائلة: إن الإشاعات التي تصدر من أناس غير مختصين، ودون دراسات، تؤثر على نفسية الفرد، إذ يتبع عادات غذائية من الممكن أن تسبب له الضرر. ونصحت المجتمع قائلة: لا يجب الانسياق وراء إشاعات مجهولة المصدر ولها أهداف تجارية، أو ترويج لمنتجات دون الرجوع إلى مختصين في التغذية، وإجراء التحاليل اللازمة لمعرفة ما إذا كان نوع من الغذاء يؤثر سلبيا على الصحة.
أبرز فوائد الجلوتين 1 - يعزز من شعورك بالطاقة 2 - يقلل من علامات التقدم في سن البشرة 3 - يقلل من تقلصات العضلات بعد ممارسة الرياضة 4 - يقوي جهاز المناعة 5 - ينظف الكبد والخلايا من السموم 6 - يعزز من الأداء الذهني ويزيد التركيز
7 - يحسّن من جودة نومك 8 - يقلل من الشعور بالتوتر والقلق 9 - يزيد من نضارة وحيوية البشرة 10 - يساعدك على الاستشفاء سريعا
أطعمة تحوي مادة الجلوتين * حبوب القمح وكل منتجاته من الخبز بما فيها المعكرونة * حبوب الجاودار * جميع منتجات الشعير * شراب الشعير الخالي من الكحول * الشوفان * المواد الملونة للكراميل * معظم صبغات الطعام * الحنطة * السميد * طحين النخالة * البرغل