وسط تطورات إستراتيجية كبيرة في اليمن أكد محللون لبنانيون، أن ما حدث في صنعاء خلال الأيام الثلاثة الماضية يشير إلى «استحالة انتصار المشروع الإيراني على أي أرض عربية مهما حقق من خطوات متقدمة في السابق، مؤكدين أن النظام الإيراني يواجه حاليا هزيمة إستراتيجية في اليمن، ومن قبلها في العراق وسورية». وقال المحلل السياسي أسعد بشارة في تصريح خاص إلى «الوطن»، إن الأحداث الأخيرة في اليمن هي أكثر من هزيمة لإيران وحزب الله، وسقوط للرهان على عدم مواجهة العرب للمشروع التوسعي الإيراني، وأضاف «ما يعنينا كلبنانيين أن انتصار عاصفة الحزم تعني هزيمة حزب الله الشريك الأساسي للحوثي في الانقلاب على الشرعية اليمنية من أجل تهديد السعودية». وأكد بشارة أن التطورات الحادثة في اليمن ستعيد الحوثي إلى موقع الدفاع، وهو ما وصفه ب«حجمه الأساسي»، الذي لا يمكنه من السيطرة على اليمن، وسيخول لليمنيين الحفاظ على هوية بلادهم العربية دون الخضوع إلى الوصاية الإيرانية. أسرى من حزب الله فيما ترددت أنباء عن تمكن قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من أسر عدد كبير من الحوثيين، بينهم عناصر من حزب الله اللبناني وإيرانيين، قال بشارة «لم ننتظر القبض على أسرى الحوثي لنتأكد من مشاركة حزب الله العسكرية واللوجستية إلى جانبه، لاسيما أن الحزب وفر للجماعة المتمردة دعما كبيرا من خلال إدارة العمليات من الضاحية الجنوبية وغيرها، كما ظهرت وثائق بالصوت والصورة لمقاتلين من حزب الله يدربون قوات الحوثي على تنفيذ عمليات تخريبية في السعودية، وبالتالي المشاركة الإيرانية عبر حزب الله أو غيره لتدريب الحوثيين، وتوجيه مشروع لتخريب اليمن والاعتداء على جيرانه أمر موثق إلا أنه انهزم اليوم أمام عاصفة الحزم. هزيمة التدخل الخارجي اعتبر عضو قيادة «قوى 14 آذار» إلياس الزغبي، «أن الصراع الدامي في اليمن بين جناحي التحالف صالح - الحوثي، يشكل نموذجا يمكن تكراره بين أجنحة التحالفات المركبة، في ميادين النفوذ الإيرانية الأخرى، وتحديدا العراق، سورية ولبنان»، مضيفا أن كل الحالات التي تجمعها إرادة خارجية غير وطنية وعربية، وتفرضها مصالح عابرة، لا يمكن أن تدوم وتستقر، فكل ما يبنى على زغل يتزعزع وينهار، ولكل باطل نهاية». حزم سلمان قال الإعلامي نديم قطيش في تغريدة له تعليقا على أحداث اليمن: «من ظل يشكك في حزم سلمان فعليه أن يقرأ درس اليمن جيداً، والبقية آتية. ثمة من عليه أن يمحو من أرشيفه عنتريات تمريغ أنف آل سعود بالتراب، ويعود إلى رشده». أما الناشط السياسي هادي الأمين فقال «لم تدرك، يا عبدالملك الحوثي، أنَّ الصعود إلى فوق، يلزمهُ أكتافُ أبناء بلدك. اليوم، أنت قريب إلى تحت: الجب الذي أوقعك فيه الخمينيون، أو مغارة موحلة باردة في وديان اليمن».