اندلعت الاشتباكات القائمة في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، بين أتباع الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، والجماعة الحوثية، وخلفت منذ الخميس الماضي، أكثر من 100 قتيل ومئات الجرحى بين الطرفين، عقب استخدام كل منهما مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. يأتي ذلك، في وقت أكدت مصادر مطلعة ل«الوطن»، أن المعركة تسير لصالح الرئيس السابق، حيث سيطرت قواته على معظم المؤسسات الحكومية المهمة، وعدد من السفارات والمعسكرات، من ضمنها معسكر 48، وضبوة، والسواد، ومعسكر حولان ومعسكر النقل، ودار الرئاسة، ووزارة الدفاع، والأمن القومي، والأمن السياسي، والمالية والجمارك، ومبنى التأمينات والمعاشات، ومنطقة عطان العسكرية، ومبنى التلفزيون ووكالة الأنباء الرسمية، ومطار صنعاء الدولي، وعدد من المؤسسات التي كانت تحت سيطرة مليشيات الحوثي، فضلا عن اعتقال العشرات من القيادات الميدانية الحوثية، وفي مقدمتهم أبوعلي الحاكم وأبوماجد وغيرهما من القيادات. وأعربت قبائل طوق صنعاء، عن رفضها المطلق لممارسات الحوثيين، فيما أشارت مصادر ميدانية إلى أن الانتفاضة الشعبية ضد الميليشيات الحوثية وصلت إلى محافظات مجاورة للعاصمة صنعاء، من ضمنها محافظات حجة وذمار والمحويت، شمالي البلاد، ومحافظة إب وسط البلاد، وتم تطهير العديد من المؤسسات الحكومية من ميليشيات الحوثي الانقلابية في هذه المحافظات. خطاب التمسكن رأى مراقبون أن تحرك الرئيس السابق للانتفاضة ضد الحوثيين، يحمل مؤشرات عن عودته إلى العملية السياسية، والتي توقفت جراء الانقلاب الغاشم على الشرعية الدستورية للبلاد في مارس عام 2015، مشيرين إلى أهمية مساندة هذا التوجه وتمهيد الطريق لإنجاحه، خاصة في ظل الانتهاكات الخطيرة التي تبديها الميليشيات الحوثية على الأمن القومي العربي والملاحة الدولية. وأرجع المحلل السياسي، نجيب غلاب، هذا التحول الكبير إلى تراكم الصراع والاختلاف الجذري بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام، على مستوى العقائد السياسية والمصالح والرؤية ضد القوات الشرعية. آل جابر: صنعاء تعود إلى الصف العربي شدد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، أمس، على أن الأحداث الجارية في صنعاء هي محاولة من الشعب اليمني لإعادة البلاد إلى الصف العربي، ورفض السيطرة الإيرانية عبر ميليشيات الحوثي. وأشار آل جابر، إلى أن هذه التحركات أمر مشجع ويدعو إلى التفاؤل، معربا عن أمله في أن تؤدي هذه الخطوة إلى التخلص من الميليشيات الموالية لإيران، ومن بينها حزب الله اللبناني.