يوم Black Friday أصبح بمثابة نوع من «التطهير» للكراهية بين الناس فيما يشبه إلى حد كبير الفيلم السينمائي الشهير «تطهير» Purge، لذا بدأت بعض الدول التفكير بجدية لإيجاد حلول توقف الهمجية التي تحدث في الأسواق الكبرى نتيجة لعروض التنزيلات الضخمة التي تقدم سنويا في آخر جمعة من نوفمبر. أميركا وبريطانيا العظمى لديهما الكثير من القواسم المشتركة. إذ يوجد هناك لغة مشتركة، وحب مشترك للأسرة المالكة، وبطبيعة الحال مهرجان مشترك للتسوق كل شتاء. بالنسبة لأميركا أظهرت Black Friday انخفاضا في الآداب الإنسانية بالتحديد في عام 2015، إذ ظهر بشر على شكل وحوش وهم يقتحمون المحلات التجارية بقصد الحصول على التخفيضات المعلن عنها، ولكن كانت هناك حوادث كارثية وإصابات غير مسبوقة في صفوف البشر. Black Friday في بريطانيا وفقا لصحيفة «إندبندنت» البريطانية، تم استيراد مفهوم Black Friday فقط إلى المملكة المتحدة عام 2010، من قبل البائعين على الإنترنت، خصوصا موقع «أمازون»، ولكن أصبحت المبيعات ضخمة لمعظم الشركات الكبيرة. بالطبع بريطانيا ليست فوق هوس التجزئة. وشهدت البلاد أعمال شغب بسبب Black Friday في لندن بالتحديد عام 2011، ولكم أن تتخيلوا أنه بسبب رغبة المتسوقين شراء نوع من الأرز «بسمتي». وإذا كان عام 2015 يشكل نظرة قاتمة على الروح الأميركية، فإن يوم Black Friday في 2016 أظهر أن هناك الكثير من الدروس التي استفادت منها أميركا وأخذتها في عين الاعتبار. إذ كانت الشرطة على أتم الاستعداد مع قوات مكافحة الشغب، وهو ما جعل يوم Black Friday يبدو باهتا في ذلك العام، ولم تشهد البلاد أي شيء خارج عن المألوف مثل ما حدث في 2015. تحول إلكتروني بدلا من الذهاب إلى الأسواق وإحداث الكثير من الجلبة، سواء في أميركا أو بريطانيا، بدأ الناس يلجؤون إلى الإنترنت بغرض التسوق. وهنا بلغت العملية ذروتها، خصوصا هذا العام، إذ عقدت ملايين الصفقات عبر الإنترنت. ووفقا لموقع مجلة «فوربس» الاقتصادية فإن التوقعات تشير إلى أكثر من 137.4 مليون أميركي تسوقوا عبر الإنترنت خلال عطلة عيد الشكر - أو ما يعرف حاليا بيوم الجمعة السوداء. في بريطانيا سجل موقع «أرجوس» العام الماضي أكثر من 500 ألف عملية بيع في الساعة الأولى من Black Friday، وذلك وفقا لرئيس الشركة جون روجرز. ويبدو أن الأمور في طريقها ليكون الإنترنت هو السوق الجديد لهذا اليوم في كلتا الدولتين، خصوصا بحلول عام 2018.