قال وكيل جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل في الدمام للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع، الدكتور عبدالله القاضي: إن رائد الأطالس العربية والإسلامية في الوطن العربي، المؤرخ سامي عبدالله المغلوث،أحرج الزملاء والزميلات، المتخصصين الذين ينتسبون إلى قسمي التاريخ والجغرافيا، بما أودع من علوم في هذه الأطالس، حتى أصبح مرجعا في ذلك، مطالبا قسمي التاريخ والجغرافيا في الجامعات، اعتماد هذه الأطالس كمقررات دراسية في الجامعات، إذ امتازت بعالميتها، ولم تقتصر على العالم الإسلامي فقط، وتطرقت للكرة الأرضية على مر العصور. رصانة أبان القاضي، خلال ورقته في ندوة تكريم بعنوان: «سامي المغلوث.. وعلم الأطالس»، في نادي الأحساء الأدبي، أن المغلوث تميز في إبراز كثير من الجوانب العلمية من خلال الأطالس، موضحا أن الأطالس هي عبارة عن محورين رئيسيين، هما: الزمان والمكان، وهو ما يؤكد على ضرورة التخصص في التاريخ والجغرافيا، مشددا على قوة ورصانة جميع إنتاجه العلمي، لافتاً إلى أن الممارس في إنتاج الأطالس، يعلم أن التحقيق الميداني في الجوانب المكانية والتاريخية من أصعب العلوم، وأكثرها مشقة، وقد يتعرض الباحث فيها للمعاناة مع الجهات الإدارية، والمخاطر الدواب والسباع والمخاطر الأخرى. مركز بحثي متنقل مدير الندوة، أستاذ التاريخ في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور دايل الخالدي، بيّن في كلمته أن ما نفذه المغلوث من هذا الكم من الأطالس، لا تقوم به مراكز بحثية، ولا مؤسسات علمية، وحتى الجامعات أحيانا تعجز أن تقوم بذلك، مضيفاً أن الخرائط فيها مدلولات كبيرة من خلال كلمات محدودة، وتقدم المعلومات بكل يسر وسهولة، بينما صانعها يتكبد الجهد والمشقة، واصفا المحتفى به ب«المركز البحثي المتنقل»، وقد أصبحت أطالس المغلوث علما وأثرا علميا للعرب جميعا، وأصبح هو علامة مميزة في تاريخنا العربي. أطلس الأديان أكد الدكتور محمد المشوح «صاحب ثلوثية المشوح»، أن المغلوث، يمتلك قدرة علمية، تمكنه من تحقيق المعلومة، وبيانها من مصادر التاريخ الموثوق وليس المزيف، مقترحا مبادرة المؤسسات الثقافية إلى تقديم أعمال المغلوث إلى الجهات والجوائز العلمية والثقافية في الداخل والخارج، كي تنال أعماله بعضا من الاستحقاق اللائق بها. أوضح المحتفى به المغلوث، خلال كلمته في الحفل، أن هناك لغطا كبيرا في التاريخ الإسلامي القديم، عند إعداد الأطالس، وأن المستشرقين ومن سار على نهجهم أسهموا في تضليل مسار التاريخ القديم، خاصة في تاريخ الأنبياء والرسل، وهو ما يثير حفيظة المسلمين، وكان من الواجب التصدي لها، وذلك بالانطلاق في إعداد هذه الأطالس. يذكر أن هناك رسائل علمية عن شخصية سامي المغلوث ومنهجه في عالم الأطالس، من أهمها: رسالة ماجستير مقدمة لقسم مقارنة الأديان في جامعة الإمام أبي حنيفة النعمان عن دوره في أطلس الأديان، ورسالة دكتوراه تعد حاليا في الجامعة الإسلامية عن توظيف المصورات في التفسير عن أطلس الأماكن في القرآن الكريم.