سقط أكثر من 235 قتيلاً و109 جريحاً، في هجوم شنه مسلحون على مسجد في قرية بمحافظة شمال سيناء، أمس، وأفادت مصادر أمنية، أن الضحايا بينهم جنود لكن معظمهم من المدنيين، في الحادث الذي وقع بقرية الروضة التي تبعد نحو 40 كيلو مترا غرب مدينة العريش مركز المحافظة. وأوضحت المصادر، أن الهجوم بدأ بتفجير قنبلة ثم تبع ذلك إطلاق نار، وأن الإرهابيين حاصروا المسجد باستخدام 4 سيارات دفع رباعي، وأطلقوا النار على المصلين، فيما قامت قوات الجيش بتمشيط موقع الحادث والمنطقة الصحراوية لقرية الروضة، لتضييق الخناق على العناصر المتوقع تواجدها لتقديم الدعم لمرتكبي الحادث. وصول تعزيزات أكد مصدر أمني وصول تعزيزات عسكرية لمنطقة الروضة، وإغلاق الطريق الدولي العريش بئر العبد، لضبط منفذي التفجير. كما أوقفت حركة السير على طريق العريش القنطرة، وأعلنت حالة الطوارئ، ورفع درجة الاستعداد بمحافظتي شمال وجنوب سيناء. وقال شهود عيان إنه بعد تفجير العبوة الناسفة أثناء صلاة الجمعة، دخل الإرهابيون المسجد وأطلقوا النار على المصلين مما أسفر عن تزايد أعداد القتلى والجرحى وتلفيات بالمسجد، مشيرين إلى أن الإرهابيين أضرموا النار في سيارات الأهالي ثم قاموا بقطع الطريق المؤدي للقرية. إدانات عربية فيما أعلنت مصر تأجيل فتح معبر رفح نتيجة الحادث الإرهابي في سيناء، هاتف وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد، سفير مصر لدى فلسطين، سامي مراد، مبديا الاستعداد لتقديم المساعدة الطبية، لمصابي الهجوم الإرهابي. كما دانت كل من الكويت والإمارات والعراق وتونس والأردن والسودان وجامعة الدول العربية الحادث الإرهابي الذي وقع أمس في سيناء. ويأتي الهجوم بعد هدوء نسبي للعمليات المسلحة شمال سيناء ضد قوات الجيش والشرطة، وتعدّ تغييرا نوعيا نادرا عبر استهداف مسجد منذ انطلاق المواجهات العسكرية لعناصر مسلحة في 2013. رفض دولي أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن مجزرة مسجد سيناء هي انعكاس حقيقي للجهود المبذولة في مواجهة الإرهاب، مؤكدا أن مصر سترد وبقوة على العملية، وقال «إن مخططا إرهابيا رهيبا يحاك لهدم ما تبقى من منطقتنا، ونحن سنواجهه بكل قوة». ودان مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الهجوم الإرهابي البشع والجبان الذي استهدف، أمس، مسجدا في محافظة شمال سيناء، وشدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة تقديم مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية المشينة ومنظميها ومموليها ورعاتها إلى العدالة. كما دانت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، اليوم، الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس في شمال سيناء، كذلك دانت الولاياتالمتحدة الأميركية الهجوم، وأكد البيت البيت الأبيض، أمس، على وقوف الولاياتالمتحدة مع شعب وحكومة مصر ضد الإرهاب. وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أرسل برقية تعزية للسيسي، على خلفية الهجوم، مؤكدا استعداد بلاده لزيادة التعاون مع مصر في محاربة الإرهاب والتطرف. خادم الحرمين للسيسي: نقف مع مصر بكل إمكانياتنا الرياض: واس أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في اتصال هاتفي بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن العمل الإرهابي الذي وقع في مسجد بسيناء، أمس، يتنافى مع الدين الإسلامي والقيم الإنسانية، مجددا وقوف المملكة مع مصر بكل إمكاناتها، وتقديم ما يلزم من مساعدة في محاربة الأعمال الإرهابية، وتجفيف منابعها. وعبّر خادم الحرمين الشريفين خلال الاتصال الهاتفي بالرئيس المصري، عن تعازيه ومواساته في ضحايا الهجوم الإرهابي الآثم الذي استهدف الأبرياء بمسجد في شمال سيناء، وأسفر عن سقوط العشرات من الضحايا والمصابين. وكان خادم الحرمين الشريفين قد بعث في وقت سابق، برقية عزاء ومواساة إلى الرئيس المصري، في ضحايا العمل الإرهابي، قال فيها «تلقينا ببالغ الألم والحزن نبأ العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدا في شمال سيناء، وما نتج عنه من وفيات وإصابات، وإننا ندين ونستنكر بأشد العبارات هذا العمل الإجرامي الآثم، ونشاركم والشعب المصري الشقيق ألم هذا المصاب، معربين لكم ولأسر المتوفين ولشعب مصر باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية، وباسمنا عن بالغ التعازي، وصادق المواساة، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته، ويمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يجنّب مصر وشعبها الشقيق كل سوء ومكروه، مؤكدين وقوف المملكة إلى جانب مصر في وجه كل ما يستهدف أمنها واستقرارها». كما بعث ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، برقية عزاء مماثلة إلى الرئيس المصري، في ضحايا العمل الإرهابي في شمال سيناء.