كشف سفير السعودية في اليونيسكو سابقا الدكتور زياد الدريس، إدراج الأحساء، كمدينة «ذكية» عالمياً في ملفات اليونيسكو، مرجعاً أسباب تأخر تسجيل مواقع التراث والآثار في المملكة لسنوات إلى أسباب سياسية ودينية، وأن للجهود الكبيرة للرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، دور كبير في الدخول إلى لائحة التراث العالمي ل4 مواقع على الترتيب، وهي: مدائن صالح، الدرعية القديمة، جدة التاريخية، الرسوم الصخرية في حائل. جاء ذلك خلال محاضرته بعنوان: «تجربتي في اليونيسكو» مساء أول من أمس في منتدى أحمدية آل الشيخ مبارك في الأحساء، وأدارها عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية في الأحساء الدكتور نايف آل الشيخ مبارك، إلى أن قبل مغادرته اليونيسكو، قدم للمسؤولين في المنظمة، طلبات تسجيل في لائحة التراث العالمي تباعا ل10 مواقع أثرية وتراثية سعودية، على رأسها الأحساء، ورجال ألمع. دعم المملكة للعربية أوضح الدريس أن المملكة قدمت دعما للغة العربية في المنظمة ب11,250,000 مليون ريال في وقت سابق، إذ كان وضع اللغة العربية في وقتها غير مرض، إذ إن في المنظمة 6 لغات رسمية، وهي: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، والروسية، والعربية، والصينية، وكانت الأبرز اللغتان الإنجليزية والفرنسية، والعربية في ذيل القائمة، ومن الواجب رفع مستوى اللغة العربية إلى المراكز الثلاثة الأولى في المنظمة، إذ إنه من الصعوبة منافسة اللغتين الإنجليزية والفرنسية لأنهما لغتا العمل اليومي في المنظمة، موضحاً أن الدعم السعودي للغة العربية في المنظمة، ساهم في تفعيل البرامج والدورات التدريبية للمترجمين، وترجمة موقع اليونيسكو وترجمة بعض الموضوعات الصادرة عن اليونيسكو. مضيفا أنه حرص على إقرار مشروع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في كل عام، وبالفعل تمت الموافقة عليه من المجلس التنفيذي في المنظمة، وتحديده في ال18 ديسمبر، ومن مزايا هذا المشروع إحياء وجود اللغة العربية، ودعم وتحفيز الحضور العربي اللغوي في المنظمة، مؤكداً تخصيص محور سنوي للاحتفال باللغة العربية، لافتاً إلى تمدد انتشار هذه الاحتفالية ليصل جميع الدول العربية و10 دول «غير ناطقة بالعربية» العام الماضي، بينهم اليابان وكوريا والصين، مبيناً أن الاحتفالية هدفت للتذكير بأهمية اللغة العربية وبالتالي زيادة التفاعل وصنع المبادرات، حتى أنه بات للغة العربية أهمية داخل وخارج الدول العربية، وكثير من الأجانب يهتمون بالحروف العربية ورسمها على الملابس، وأصبح هناك شغف كبير عند الأجانب متزايد في اللغة العربية، وهناك اهتمام متزايد باللغة العربية على مستوى العالم.
تخصصات متعددة ذكر الدريس أن اليونيسكو، هي المنظمة الوحيدة في العالم، التي تمتلك تخصصات متعددة، فهي تعنى بالثقافة والتربية والعلوم والإعلام والاتصال والآثار، بجانب نوعية تلك الملفات، فهي الأكثر سخونة في حياة الإنسان اليومية، بينما المنظمات الأخرى لديها في الغالب اختصاص واحد فقط، مبيناً أن انضمام فلسطين إلى اليونيسكو، تسبب في توقف بعض الدول الممتنعة عن ذلك الانضمام في سداد رسوم الدعم السنوي للمنظمة، وهو ما يوازي 25 % من إجمالي الدعم للدول الأعضاء في المنظمة، الأمر الذي إلى أدى إلى إيقاف بعض الأنشطة والفعاليات، وتسريح بعض الموظفين في اليونيسكو، لافتاً إلى أن أبرز إيجابيات انضمام فلسطين إلى اليونيسكو هو تسجيل المواقع التراثية والآثار الفلسطينية في فلسطين في لائحة التراث العالمي في اليونيسكو، وبالتالي سحبها من القائمة اليهودية (قائمة الآثار اليهودي المحلي)، وأن فلسطين ساعية في استكمال تسجيل المواقع الأخرى في لائحة التراث العالمي. وذكر أن اليونيسكو شاركت في تأسيس كلية الهندسة في جامعة الملك سعود بالرياض، وتأسيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية التابع لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، وتعاون مباشر مع كلية التربية، وأن أكثر التشاور للمملكة العربية السعودية مع اليونيسكو حالياً في الآثار والتراث الوطني، مبيناً أن المركزية الغربية حاضرة في اليونيسكو، وهناك مقاومة من الشرق وروسيا والصين ودول أخرى، وفي الفترة الأخيرة بدأ العرب المشاركة في هذه المقاومة.
3 مزايا لتسجيل مواقع التراث والآثار في اليونيسكو حمايتها من التدمير الطبيعي أو البشري المتعمد منحها قيمة عالمية الاستفادة من الخبرات الدولية في صيانتها