سجلت منظمة اليونيسكو إنجازات عدة أحرزتها المملكة العربية السعودية، خلال العام الماضي والأعوام السابقة له، سواء في مجال إنشاء المراكز أو حماية التراث أو الكراسي العلمية، وغيرها من المجالات. وجاء في تقرير لليونيسكو أن المملكة أنشأت برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم وتفعيل اللغة العربية، الذي تأسس عام 2007 بدعم ثلاثة ملايين دولار، قدمها الأمير الراحل يرحمه الله، وأسهم البرنامج منذ تأسيسه في نقل اللغة العربية من المنافسة على اللغات الأقل مكانةً وحضوراً في المنظمة، مع اللغتين الروسية والصينية، إلى مزاحمة اللغة الإسبانية على المركز الثالث في الأهمية، بعد لغتي العمل الإنكليزية والفرنسية. كذلك، تم إنشاء برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز ثقافة الحوار والسلام، الذي تأسس عام 2009 باهتمام من الملك الراحل يرحمه الله، وبدعم قدره خمسة ملايين دولار. ونظم البرنامج العديد من الندوات العلمية والمبادرات الشبابية على المستوى الدولي في مجالات الحوار والتنوع الثقافي. ومن أبرز ذلك، مؤتمر دولي عُقد في جدة العام 2012 شارك فيه فتيان وفتيات من 50 دولة حول العالم. وأسست المملكة احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، وذلك بمبادرة من المندوب السعودي الدائم، واتخذ المجلس التنفيذي للمنظمة في العام 2012 قراراً دولياً بالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في يوم 18 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام. ومنذ ذلك الحين أصبحت المدن العربية والمدن المستعربة (ذات الجالية العربية الكبيرة) تحتفل بهذه المناسبة من خلال فعاليات تربوية وثقافية وفنية متنوعة. وفي مجال التراث العالمي، توجد أربعة مواقع سعودية في لائحة التراث العالمي حتى اليوم، ودخلت المملكة اللائحة للمرة الأولى عام 2008، عبر تسجيل «مدائن صالح». وفي العام 2010 تم تسجيل «الدرعية القديمة»، وفي العام 2014 تم تسجيل «جدة التاريخية»، وفي العام 2015 تم تسجيل «الرسوم الصخرية في حائل»، وتوجد الآن 10 مواقع سعودية في اللائحة التمهيدية يتم العمل على تسجيلها تباعاً، وبدأ العمل فعلياً على تجهيز موقع واحة الأحساء ثم قرية رجال ألمع للتسجيل خلال العامين المقبلين. ودخلت المملكة في لائحة التراث الشفوي المرة الأولى عام 2015، عبر تسجيل «العرضة النجدية السعودية»، ثم تم تسجيل «رقصة المزمار»، كما تم تسليم ملف «القط العسيري» لليونيسكو للتقييم والتصويت عليه. وأنشأت السعودية 12 كرسياً أكاديمياً بين الجامعات السعودية ومنظمة اليونيسكو، وتنوعت اختصاصات هذه الكراسي بين الدراسات الإنسانية والدراسات العلمية التطبيقية بالانسجام والتناغم مع اهتمامات اليونيسكو في قطاعاتها المختلفة. كما تم إنشاء مركز اليونيسكو الإقليمي للجودة في التعليم، وهو المركز الأول من نوعه في المنطقة العربية في مجال الجودة في التعليم. وقد تأسس بقرار من مجلس اليونيسكو في العام 2012 بحيث يكون مقره المملكة العربية السعودية. وبدأ المركز بالفعل يباشر أعماله من خلال مقره بالرياض في تطوير البنية الأساسية لتجويد التعليم في الدول العربية كافة. وتم ضم جمعية «حرفة» النسوية بوصفها أول مؤسسة مجتمع مدني سعودية في اليونيسكو، ثم الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، ضمن المؤسسات المهنية الدولية في المنظمة. وللسعودية نفوذ حالي في اليونيسكو، إذ صدر عام 2013 تقرير استطلاعي عن «الدول العشر الأكثر نفوذاً في منظمة اليونيسكو»، وكانت السعودية الدولة العربية والإسلامية الوحيدة بين هذه الدول. وتم تكريم المندوب السعودي الدائم لدى اليونيسكو خلال مدة عمله بثلاثة أوسمة، من بينها وسام وميدالية الرئاسة الفلسطينية من لدن الرئيس الفلسطيني، تقديراً لجهوده الاستثنائية في مساندة قرار ضم دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في منظمة اليونيسكو في العام 2011، وبدرع الاستحقاق من جمهورية لبنان، تقديراً لجهوده في تأسيس احتفالية «اليوم العالمي للغة العربية» العام 2012. كما مُنح المندوب السعودي لقب «سفير السلام» من الاتحاد العالمي للسلام، تقديراً لإسهاماته المنبرية والكتابية في تعزيز التقارب بين الثقافات.