ما يعجب الشباب السعودي في شخصية الأمير محمد بن سلمان، هو سعيه الدؤوب وجهده المتواصل ونشاطه المستمر، لإحداث نقلة نوعية في المملكة العربية السعودية، ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة، وعلى كل النواحي والأصعدة، وتحويلها من دولة مستهلكة إلى دولة منتجة تحقق الاكتفاء الذاتي. وحتى يسير نحو هدفه العظيم، شرع الأمير محمد بن سلمان -خلال العامين الماضيين- في تأسيس القاعدة التي سينطلق منها نحو هذا الهدف المنشود، وفي هذا المقال سنحاول إلقاء الضوء على بعض المنجزات التي حققها ولي العهد في تهيئة المناخ المناسب للانطلاق نحو الركب الحضاري العالمي. أهم إنجاز حققه هو إعلانه رؤية 2030، هذه الرؤية التي هندسها وأسسها مع فريق عملي واحترافي متكامل، وهي تسعى إلى صناعة إصلاح اقتصادي متكامل للمملكة، إذ تهدف إلى تنويع مصادر الدخل للحكومة، وتقليل الاعتماد على مصدر النفط، إضافة إلى تحقيق توازن مالي خلال تشجيع الاستثمار الأجنبي، وجذب رؤوس الأموال الخارجية إلى الداخل السعودي. من خلال هذه الرؤية المتكاملة، والتي تحقق نتائجها بإذن الله تعالى بحلول عام 2030، انطلق الأمير محمد بن سلمان بتحقيق أهدافها المتنوعة، إذ عمل على تشجيع وتقوية كل العوامل التي تساعد على تحقيقها، وبالتالي عمل أيضا على تقويض وإنهاء العوامل التي تضاد وتمانع تحقيق هذه الرؤية العظيمة. من العوامل الإيجابية التي سعى وما زال يسعى إلى تشجيعها، تحسين أوضاع المرأة والاهتمام بها، فمنذ أن أعلن ولي العهد انطلاق رؤية 2030، وأوضاع المرأة السعودية تتزايد في إيجابيتها، خلال قرارات تأنيث المحلات التجارية المتخصصة في بيع اللوازم والأغراض النسائية، إلى صدور القرار السامي بالسماح لها بقيادة السيارة، إلى وصولها إلى مناصب قيادية وفعالة. كما سعى ولي العهد إلى تعزيز دور المملكة العربية السعودية الإسلامي، خلال جهوده الكبيرة في تأسيس التحالف الإسلامي، والذي يهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب والقضاء عليه في البلدان الإسلامية، وعلى كل الأصعدة السياسية والإعلامية والعسكرية والاقتصادية، وقد آتى هذا التحالف ثماره بدحر الإرهاب في كثير من الدول العربية والإسلامية. كما سعى الأمير محمد بن سلمان إلى تطوير الاستثمارات داخل المملكة العربية السعودية، فسموه يتقلد منصب رئيس مجلس الإدارة لصندوق الاستثمارات، والذي يسعى إلى تحقيق عوائد مالية كبيرة للمملكة، ولعل أهم صفقاتها التاريخية هو عقد صفقات التعاون الاقتصادي مع مجموعة سوفت بنك اليابانية، بهدف تعزيز استثمارات القطاع التقني في العالم. ومن أهم إنجازات سموه العسكرية، هو تأسيسه الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وبهذه الخطوة المباركة ستوفر وزارة الدفاع ملايين الدولارات التي تنفقها سنويا في شراء المعدات والصناعات العسكرية من الخارج، وبالتالي سيتم تأسيس قطاع متكامل للصناعات الحربية الوطنية. ولا ننسى أيضا إنجازا مهما أحدثه الأمير محمد بن سلمان، وهو إلغاؤه كثيرا من المجالس العليا في الحكومة واختزالها في مجلسين فقط، وذلك لتوفير الوقت وإلغاء البيروقراطية وتوحيد جهود الدولة في تحقيق أهدافها المنشودة خلالهما، وهما: مجلس الشؤون الاقتصادية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية. وحتى لا نختم حديثنا دون الإشارة إلى أهم إنجاز حققه سموه منذ توليه وزارة الدفاع، وهو قطع وبتر الأيادي الإيرانية عن المنطقة العربية، ولعل تحقيقه عاصفة الحزم ودفاعه عن الشرعية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، ودحره الانقلابيين الحوثيين عن مناطق الجنوب العربي اليمني، وتحريرها من الدنس الفارسي، والتي تمثل أكثر من 70% من الأراضي اليمنية، وحصره وتقويضه للانقلابيين داخل مناطق ضيقة تتمثل في وسط وشمال الشمال اليمني. حفظ الله ولي عهدنا وأميرنا الشاب، ووفقه في كل ما يصبو إليه من تحقيق إنجازات عظيمة وأهداف سامية، تحقق للمملكة العربية السعودية مكانتها الكبيرة بين مصاف الدول المتقدمة في العالم.