كشف الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله الشريف ل«الوطن» أن 95% من حبوب الكبتاجون المهربة إلى المملكة تحتوي على إضافات كيميائية خطيرة، مثل الرصاص والزئبق والأسيد، والتي تعرض متعاطيها لآثار خطيرة، منها تدمير خلايا المخ، واكتساب العنف والعدوانية والجريمة، وتبني الأفكار الانتحارية، مشيرا إلى أن مادة الحشيش التي تهرب إلى المملكة في الوقت الحالي حشيش مهدرج أي مخلوط بمواد كيميائية تصيب متعاطيها بشكل سريع بالهلاوس والأوهام، وقد توقعه في جرائم جنائية مختلفة. مفاهيم خاطئة بين الشريف أن «مخدر الحشيش أو الكبتاجون أو الشبو، أو إساءة استخدام الأدوية المحظورة، سواء كانت الزانكس أو اللريكا أو الترامادول تصيب الإنسان بالعصبية والانفعال والعدوانية والهلاوس السمعية والبصرية، وتقتل ملايين الخلايا في المخ، وترتبط بالوقوع في جريمة القتل وجرائم أخرى». وأضاف أن «هناك عوامل بيئية واجتماعية، ووراثية، وشخصية، ونفسية وراء تناول الطلاب للمخدرات، إضافة إلى ما ينشر في الإعلام السلبي، ووسائل التواصل الاجتماعي، مثل بعض المشاهد والمفردات التي تقلل من خطر المخدرات، وتحاول أن تعطي مفاهيم إيجابية عنها مثل ارتفاع التحصيل الدراسي، أو إعطاء القوة الجسدية والجنسية، وهذه كلها مفاهيم خاطئة». انخفاض القضايا أشار الشريف إلى أن «هناك انخفاضا متزايدا في قضايا تعاطي المخدرات، بسبب زيادة الوعي، والاتصال بشكل كبير على رقم استشارات الإدمان 1955، والإقبال على التطوع في العمل الوقائي من المخدرات، إضافة إلى اعتماد المناهج الدراسية، والبحوث الجامعية الإجبارية، والدبلومات الدراسية عن الوقاية من المخدرات، وكذلك اعتماد الماجستير في السموم والأدلة الجنائية، وهو ما سيزيد من انخفاض الجريمة والتعاطي في المجتمع خلال الفترة المقبلة». إجازة الحشيش انتقد الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات إجازة مدن أو ولايات غربية تعاطي الحشيش من خلال برامج غير نظامية، مثل برنامج العلاج، وآخر للترفيه، وهو ما يفشل استراتيجيات مكافحة المخدرات، وقال إن «تعاطي المخدرات في الدول الإسلامية كافة محرم شرعاً، والمملكة وكافة الدول العربية والإسلامية تجرم وتحرم مخدر الحشيش وغيره من المواد المخدرة الأخرى، وتحرص على محاربتها، وحماية شعبها من المخدرات»، مشددا على أن كافة الدول العربية والإسلامية انتقدت الدول الأجنبية التي أجازت تعاطي مخدر الحشيش، كونها موقعة على اتفاقيات دولية التزمت فيها بمحاربة المخدرات. مرحلة حرجة قالت الأخصائية الاجتماعية والاستشارية الأسرية عقيلة آل حريز ل«الوطن» إن «الثانوية مرحلة حرجة جدا بالنسبة للطلاب، فالطالب فيها يكون على أعتاب مرحلة مفصلية في حياته، لهذا صار القلق السمة السائدة فيها، فالطلاب عامة ينقسمون إلى قسمين، إما غير مبالين بمستقبلهم، أو متحفزين تجاهه وقلقين حد الذهول بشأنه، وبعض الطلاب من النوع القلق حد الفزع يتجه أحيانا إلى وسائل مساعدة، أو حلول خرافية كما يتصور، ويعتقد أن تناول للمخدرات سينهي القلق الذي يعيشه، وهو لا يعرف أنه بذلك يدمر مستقبله بيديه». وبينت أن «البعض يظنون أن تعاطي المخدرات يساعدهم على مواصلة السهر الذي يعجزون عنه بصورة طبيعية لاستذكار الدروس، متناسين تماما أن هذه السموم بإمكانها أن تمحو ذاكرتهم في أية لحظة، بسبب تأثيراتها الضارة على المخ، وهذا ما تؤكده الدراسات والبحوث العلمية». وأكدت آل حريز أن «على المدرسة والمربين تشكيل طوق أمان للطلاب في هذه المرحلة، واحتواءهم بصدق حتى يطمئنوهم ويقنعوهم أنها مرحلة عابرة، وأنهم يؤازرونهم ويساندونهم ليتخطوا صعابها»، محذرة من الترهيب الدراسي الذي قد يمارسه البعض على الطلاب، فيرسلونهم بطريقة مباشرة إلى الضياع.