كشف ولي العهد السعودي، رئيس صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان أن المملكة تُجري مُحادثات مع بعض أكبر الشركات في العالم لتطوير تقنيات من شأنها أن تعزز سبل العيش في المدينة التي يعتزم بناءها على البحر الأحمر والتي تحمل اسم نيوم، وتبلغ تكلفتها 500 مليار دولار. وقال الأمير محمد في مقابلة أجراها مع صحيفة بلومبيرج أمس، إنه من المقرر أن يفتتح مشروع نيوم بحلول عام 2025، وستكون هنالك استثمارات محدودة في مطلع عام 2020. وأضاف «شركة أمازون ومجموعة علي بابا القابضة المحدودة بالإضافة إلى إيرباص مشاركة بالفعل في المحادثات». وقال الأمير البالغ من العمر 32 عاما «نحن نتحدث مع الجميع، ولدينا الخبراء المعنيون بهذا الشأن من كل أرجاء العالم، وهم يشاركون في هذا الأمر».
بعيدا عن النفط يتبنى الأمير محمد بن سلمان خطوات جادة للابتعاد عن اعتماد المملكة كليا على النفط، وهذا أمر لم تدره إلا اقتصادات كبرى قليلة، وهو ويواصل تحريك الأهداف، لجعل الخطط طموحة بشكل أكبر. ومن ضمن التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي تم وضعها منذ عام 2015، بيع حصة في شركة أرامكو النفطية العملاقة، ووضع حد لحظر طال أمده على قيادة المرأة للسيّارة. وذكر الأمير محمد بن سلمان في مقابلة أجريت معه أن الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء سيجتمعان معا لتقديم نمط حياة غير متوفر في أي مكان آخر. وقال «سيرتبط ملفك الطبي مع تجهيزاتك المنزلية، وسيارتك، وسيرتبط كذلك بأسرتك، وملفاتك الأخرى. وسيطور النظام ذاته من حيث كيفية تزويدك بأمور أفضل». يتصور الأمير محمد بن سلمان مدينة تدار عبر التطبيقات وهي مؤتمتة بشكل كامل وتلبي احتياجات سكانها، حيثُ قال: «سيكون أول روبوت في مدينة نيوم هي المدينة بحد ذاتها». هذه ليست المرة الأولى التي تقترح فيها السعودية بناء مدن جديدة في الصحراء. وكان حدث الكشف عن نيوم خلال هذا الأسبوع في مؤتمر أقيم في الرياض قد عجّ بالممولين الدوليين وصناع القرار. إحياء المتعثر أقر الأمير محمد بن سلمان أن أداء بعض الخطط أفضل مما أشار إليه النقاد. وقال إن حكومته تعمل على إحياء المشاريع السابقة التي تعثرت، مستشهدا بمدينة الملك عبدالله المالية في مدينة الرياض. وأضاف الأمير أنه وفي حين أن عددا قليلا من المقرضين قد تعهدوا بشأن المنطقة، من المقرر افتتاح المرحلة الأولى في عام 2018، وستستضيف المنطقة قادة من مجموعة G-20 للاقتصادات الكبرى بعد عامين من ذلك. وذكر إعلان يوم الثلاثاء عن نيوم أن المشروع مدعوم بأكثر من 500 مليار دولار من استثمارات الحكومة السعودية وصندوق الاستثمارات العامة والمستثمرين المحليين والدوليين. وقال إن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين مصر والسعودية العام الماضي، بما فيها اتفاقية بشأن تطوير منطقة صناعية في شبه جزيرة سيناء، تم إبرامها بينما كانت المدينة الجديدة مأخوذة بعين الاعتبار. وقال الأمير «الغرض من هذه المنطقة الحرة شمال سيناء هو ربطها مع نيوم. وستحظى نيوم بكثير من الموانئ، بعضها في السعودية، والبعض الآخر في مصر».
تطوير تتضمن خطط المشروع جسرا يقطع البحر الأحمر، ويربط بين المدينة الجديدة ومصر وباقي القارة الأفريقية. وقد تم تخصيص ما يقارب 25600 كلم2 لتطوير المنطقة، وستشمل هذه المساحة أجزاء من الأردن ومصر. وعند سؤاله عما إذا كانت المدينة ستنافس المحاور التجارية الإقليمية الأخرى كدبي، قال الأمير محمد إن الناتج سيكون ربحا لجميع الأطراف أكثر من كونه لعبة تنافسية. وأضاف أن نيوم «ستوجد طلبا جديدا» من شأنه أن يساعد جيرانها أيضا. «ولا أعتقد أن هونج كونج قد أضرّت بسنغافورة، أو أن سنغافورة قد أضرت بكونج كونج». انفتاح مفاوضات سعودية مع علي بابا وأمازون وإيرباص بشأن نيوم 2025 افتتاح مشروع نيوم 2020 فتح المجال لاستثمارات محدودة في المدنية المدينة الجديدة لا تنافس جيرانها بل ستحقق الربح للجميع