في الوقت الذي نجح فيه عدد من أمانات المناطق في ترشيد استهلاك الكهرباء في المرافق العامة بنسب وصلت إلى 30 %، وضع خبير اقتصادي خيارين اقتصاديين للتقليل من استهلاك الطاقة في المرافق العامة والخاصة، عبر الاعتماد على الطاقة الشمسية وأشكال الطاقة المتجددة، والاستفادة من الأنظمة الذكية لإدارة الطاقة في المرافق الحكومية والعامة، متوقعا تزايد الطلب على استخدام تلك الحلول خلال الفترة المقبلة، خاصة في المرافق العامة والشوارع للتقليل من كمية الطاقة التي تستهلكها تلك الجهات، خصوصا بعد رفع أسعار الطاقة. تغيير نمط الاستهلاك اعتبر عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله المغلوث أن هناك حاجة إلى تقليل نمط الاستهلاك بشكل عام، سواء في المرافق العامة أو الخاصة، حيث ينبغي أن تكون هناك ثقافة عامة في ترشيد الاستهلاك لدى الجميع، مشيرا إلى أن تغيير نمط الاستهلاك من خلال تحديد الاحتياج، وتشغيل الأجهزة الكهربائية بشكل أكبر كفاءة، وترشيد استخدام المياه، جميعها عوامل ستقلل من استهلاك الطاقة بنسب متفاوتة حسب السياسة المتبعة في عملية الترشيد، ومدى كفاءة تلك الطرق في تغطية الاحتياج مع تقليل الهدر. الطاقة الشمسية يرى المغلوث أن الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة بديلان مفيدان لتقليل الهدر من استهلاك الطاقة الكهربائية في المرافق العامة، والإدارات الحكومية، وهي سياسة تم اتباعها في عدد من الشركات والمؤسسات التجارية، وهناك إقبال كبير عليها حتى من قبل الأفراد، حيث يمكن لها أن تغطي أكثر من 50 % من الاحتياج الفعلي للطاقة، مما يسهم في تقليل الاستهلاك بشكل كبير. مشيرا إلى أن النمط الحضاري المتبع في المملكة يجعل من الصعب تقليل استهلاك الكهرباء في الشوارع العامة والحدائق، وتقليل الإنارة في كثير من تلك الأماكن يعتبر تراجعا في النمط المتبع إلا أن وسائل الترشيد الذكية التي يمكن استخدامها يمكن أن تسهم في تقليل تلك التكاليف بشكل كبير. الاستهلاك الذكي قال المغلوث إن تقنيات الإدارة الذكية للمرافق العامة والتي يمكن من خلالها توفير حاجة المبنى إلى الطاقة الكهربائية حسب الاستخدام، وحسب كمية الطاقة التي يحتاجها التشغيل، وضمن فترة زمنية محددة وبطاقة تشغيل متفاوتة حسب الحاجة الحقيقية للطاقة المستخدمة في التكييف، أو الإنارة، مشيرا إلى أن الأنظمة الذكية بدأت في الانتشار بشكل كبير حتى في المنازل التي تدار فيها الطاقة بشكل ذكي حسب الاحتياج الفعلي لكل مبنى وحسب مدة الحاجة للطاقة، بحيث يتم إيقاف الإنارة والتكييف بشكل تلقائي وتشغيلها بشكل تلقائي حسب نظام معين يتم تحديده، مضيفا أن هذا النظام هو الأفضل للمرافق الحكومية وللمرافق العامة التي بدأ كثير منها باستخدام طرق حديثة للتحكم في الإنارة للتقليل من كميات الهدر. 4 طرق للترشيد طبق عدد من أمانات المناطق تصاميم هندسية تتناسب مع سياسة الترشيد باستخدام 4 طرق رئيسية، تعتمد على استخدام أنواع من الإنارة واسعة الانتشار مع تقليل عدد أعمدة الإنارة المستخدمة في الطرق، بالإضافة إلى تركيب أنظمة التحكم والمراقبة المركزية المبرمجة ضمن نظام الساعة الفلكية، والتي يتم تحديد وقت معين لإنارة الشوارع وإنطافئها حسب شروق الشمس وغروبها، مما يسهم في خفض استهلاك الكهرباء بنسبة 9 %، بالإضافة إلى استخدام سياسة الترشيد النهاري في إضاءة الأعمدة واللوحات خلال فترة النهار لمعرفة أعطال الصيانة، حيث تقلل هذه الطريقة من استهلاك الطاقة بنسبة 1 %، واستخدام طريقة الترشيد الليلي بالأعمدة عن طريق إطفاء فانوس وتشغيل آخر من نفس العمود إذا كانت الأعمدة مزدوجة، وتبديل العملية بشكل تعاكسي خلال فترة منتصف الليل، ويقلل من الاستهلاك بنسبة 20 %.